أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، على إجلاء حوالي 500 قروي فلسطيني من منازلهم بالضفة الغربية بذريعة إجراء تمارين عسكرية ل 24 ساعة في إجراء أقل ما يقال عنه إنه تعسفي وأكثر من ذلك عنصري. واستخدمت قوات الاحتلال القوة لحمل القرويين الفلسطينيين على ترك منازلهم بمنطقة وادي الملاح شمال نهر الأردن بالضفة الغربية في قرار يندرج ضمن الإجراءات العقابية التي تتعمد حكومة الاحتلال انتهاجها ردا على حصول فلسطين على صفة الدولة المراقب غير العضو بالأمم المتحدة. وقال عارف دارغمه، مسؤول المنطقة، إنه كان بالإمكان تنظيم هذه التمارين في مكان آخر بعيد عن السكان، مشيرا إلى أن 75 عائلة كانت قد تلقت الأسبوع الماضي أوامر بإخلاء منازلها لإجراء هذه المناورات. من جانبه، ندد مجيد الفتياني، المحافظ الفلسطيني للمنطقة، بطرد القرويين الفلسطينيين من منازلهم لإجراء تدريبات عسكرية حتى إن كان ذلك ل 24 ساعة مثلما تدعي إدارة الاحتلال. والحقيقة أن سلطات الاحتلال كانت قادرة على إجراء هذا التدريب العسكري في مكان بعيد دون الحاجة إلى زعزعة استقرار عائلات بأكملها يفرض عليها البقاء في العراء في خرق صارخ لكل حقوق الإنسان، وهو ما يؤكد النوايا المبيتة لإسرائيل في مواصلة إجراءاتها العقابية ضد الفلسطينيين التي كانت قد توعدت بتنفيذها في حال حصول الفلسطينيين على صفة الدولة المراقب بالأمم المتحدة. في سياق متصل، جددت السلطة الفلسطينية مطالبة الدول العربية بالإيفاء بالتزاماتها بتقديم مساعدات مالية بقيمة 100 مليون دولار شهريا، التي كانت قد تعهدت بها لتعويض العجز المالي لدى السلطة الناجم عن مواصلة إسرائيل تجميد الأموال الفلسطينية وامتناع الولاياتالمتحدة عن تقديم مساعداتها المالية المعتادة. وتحتاج السلطة الفلسطينية ل 240 مليون دولار شهريا لتلبية احتياجاتها المالية من دفع الرواتب وغيرها من المصاريف. وفي سياق استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس أربعة أسرى فلسطينيين محررين من بلدة “بيت أمر” شمال الخليل بالضفة الغربية. وقالت زوجة الناشط في اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان، يوسف ابو ماريا، إن قوات الاحتلال داهمت منزل العائلة فجرا واعتقلت زوجها الأسير السابق يوسف بعد أن دمرت محتويات المنزل بعد تفتيشه تفتيشا دقيقا، مضيفة أن الجنود أرغموها وأطفالها على الخروج إلى العراء لساعات في أجواء باردة. وقال محمد عوض، المتحدث باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، في البلدة إن قوات الاحتلال داهمت عدة أحياء في البلدة واعتقلت الأسرى المحررين الأربعة وذلك بعد تفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتها. ورافق عملية اعتقال المواطنين الأربعة اقتحام مخبزة وإرغام العاملين فيها على الاستلقاء على الأرض وتفتيشهم وإطلاق قنابل الغاز والصوت على منازل المعتقلين، مما تسبب في حالات اختناق في صفوف المصلين. كما داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة الخليل ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل بلدات يطا ودورا جنوبا وسعير وحلحول شمالا وأوقف جنود الاحتلال العشرات من مركبات المواطنين ودققوا في بطاقاتهم الشخصية، مما تسبب في إعاقة مرورهم. وكان شابان فلسطينيان قد أصيبا ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، أحدهما بعيار ناري أطلقه جيش الاحتلال تجاه مجموعة من الشباب في قرية “عوريف” قرب نابلس شمال الضفة الغربية، بينما أصيب فلسطيني آخر في قرية “قريوت” قرب نابلس إصابة بالغة نتيجة اعتداء المستوطنين عليه.