ينتظر إن يصل إلى مستودعات مركز الصكوك البريدية ببلدية بئر توتة خلال الأيام القليلة القادمة الحبر السري الذي سيتم استخدامه في إصدار الصكوك البريدية الجديدة، التي اختير لها اللون الأصفر بدل الوردي على أن يكون الغلاف الخارجي باللون الأزرق. بالمقابل، تم تجميد طلبيات الورق الوردي الذي كان يستغل في إنتاج الصكوك البريدية القديمة، وعليه سيتمكن زبائن بريد الجزائر والمقدر عددهم بأزيد من 7.5 ملايين شخص من استغلال الصكوك الجديدة لتحويل الأموال من الحساب البريدي إلى الحساب البنكي مع دفع المشتريات عبر الصكوك الصفراء التي تعد المحطة الأولى نحو إنشاء بنك بريدي. كشفت مصادر من مقر مؤسسة بريد الجزائر أن الصك البريدي الجديد سيرى النور قبل نهاية الشهر الجاري، حيث يتم حاليا وضع آخر اللمسات على "المولود الجديد" الذي تحصل على الاعتماد من البنك المركزي وسيسهل كل التعاملات بين بريد الجزائري وباقي البنوك، وعليه فسيتمكن زبائن بريد الجزائر من استغلال الصك الأصفر للدفع لدى البنوك عندما يتعلق الأمر بتحويل الأموال من حساب بريدي إلى آخر بنكي، وهي العملية التي كانت غير ممكنة بالصك الوردي وفي غالب الأحيان كانت التعاملات المالية التي تتم بين البنوك والبريد تمتد لعدة أيام وقد تصل إلى أسابيع، في حين سيسمح لمستعملي الصك الجديد باستعماله في كل تعاملاتهم التجارية. وتشير المصادر إلى أن الصك ليس جديدا في محتواه من منطلق أنه كان مستغلا من طرف فئة معينة من زبائن مؤسسة بريد الجزائر على غرار التجار ورجال الأعمال، لكن من منطلق العصرنة وتحضيرا لإطلاق خدمة البنك البريدي بكل ما يضمنه من خدمات بنكية وقروض استهلاكية للفئات البسيطة تقرر عصرنة الصك وجعله في متناول الجميع، ويتوقع أن يكون أفراد الجيش الوطني الشعبي من الأوائل الذين سيتحصلون على الصك الجديد. ولتأمين المولود الجديد، ضم الصك الأصفر ثلاث ضمانات من التزوير، منها الخيط الفضي مثله مثل باقي الأوراق المؤمنة، إضافة إلى ختم يحمل شعار بريد الجزائر في أعلى الورقة ويمكن أن يكون غير ظاهرا في حالة الضغط عليه ليعود للظهور من جديد عند ملاحظته عن قرب، أما الضمان الثالث فيخص رسم مجموعة من الأختام الصغيرة بشكل شعار بريد الجزائر كخلفية لورقة الصك، مع العلم أن الورق المستغل في طبع الصكوك البريدية من نوع خاص وهو مؤمن ويتم حاليا اقتنائه من عند الممون السابق لورق الصكوك البريدية القديمة. وعن عملية إنتاج الصكوك الصفراء، أشارت المصادر إلى أنها تتم بمركز بئر توتة بنفس التقنيات التي كانت تستغل في إنتاج الصكوك القديمة، في حين تتم إضافة الضمانات سالفة الذكر عبر ممون جديد بعد أن تحصلت مؤسسة بريد الجزائر على الاعتماد من البنك المركزي، وسيتم توزيع الصكوك الجديدة تدريجيا على زبائن بريد الجزائر، الذين يمكنهم مواصلة التعامل بالصكوك القديمة عبر جميع المكاتب البريدية، علما أن إصدار هذه الصكوك توقفت مع بداية السنة الجارية، وعن تكلفة المشروع، أشار مدير عام مؤسسة بريد الجزائر سابقا، السيد محمد العيد محلول، إلى أنها قاربت 10 ملايين أورو وخصصت القيمة الكبيرة من المشروع لاقتناء الورق المستغل في إنتاج الصكوك الجديدة.