كشفت مصادر إيرانية، أمس، عن خلافات حادة مازالت قائمة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول سبل مراقبة البرنامج النووي الإيراني، الذي يبقى محل جدل دولي متواصل منذ عدة سنوات. ورغم هذا الفشل إلا أن الجانبين وبعد يومين من المفاوضات بالعاصمة طهران قررا إجراء جولة ثانية يوم 12 فيفري القادم على أمل تذليل العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق بينهما.ورفض علي أصغر سلطانية، ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الكشف عن نقاط التفاهم والاختلاف بين بلاده والوكالة الدولية، وقال إنه سيكشف عن حيثيات ذلك بمجرد التوصل إلى الاتفاق نهائي بين الجانبين، لكنه شدد التأكيد أنه مادام لم يتم التوصل إلى هذا الاتفاق فإن بلاده لن تسمح أبدا لمفتشي الوكالة بدخول منشآتها النووية. وقال إن مفاوضات اليومين الأخيرين عرفت تسوية خلافات وبقاء أخرى قائمة في انتظار عرضها للتفاوض لاحقا وعلى اعتبار أن ”الملف معقد”. وجاءت هذه التصريحات بعد جولة مفاوضات فاشلة عقدت أول أمس بالعاصمة الإيرانية بينه وبين وفد عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة المفتش البلجيكي هرمان ناكايرتس. وانتقل وفد الوكالة الدولية إلى طهران على أمل إقناع السلطات الإيرانية بقبول فكرة تفتيش مفاعلاتها النووية، خاصة في قاعدة بارشين العسكرية وكذا الحصول على وثائق تخص البرنامج النووي الإيراني، الذي تعتقد الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة أنه يطور أبحاثا لتخصيب وإنتاج مواد مشعة تدخل في تصنيع أول قنبلة ذرية إيرانية. وهو ما تنفيه إيران، التي ما انفكت تؤكد أن كل أبحاثها تتم في إطار المعاهدة الدولية لمنع الانتشار النووي وبالتالي مشروعية أنشطتها التي تدخل ضمن حقها الذي تخوله لها هذه المعاهدة لاكتساب التكنولوجيا لأغراض علمية. يذكر أن هذا الفشل يأتي أياما قبل جولة المحادثات المرتقبة بين طهران ومجموعة ”الخمسة زائد واحد” التي ستستأنف يومي 28 و29 جانفي الجاري بمدينة اسطنبول التركية بعد ثلاث سنوات من الانقطاع. ويكون هذا الموعد هو الذي جعل علي أصغر سلطانية يستبق اللقاء بالقول، أمس، إن بلاده ”لن توقف تخصيب اليورانيوم ولو لحظة واحدة”.