كلفت فدرالية الحرفيين والصناعات التقليدية، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، لجان الأحياء على مستوى العاصمة، بمهمة جديدة تتمثل في استقطاب الشباب البطال، بغرض تكوينهم على أيدي حرفيين وصناع، وحول الدور الجديد الذي ألقي على عاتق لجان الأحياء والهدف المرجو من المبادرة التي تعد الأولى من نوعها، حاورت لكم ”المساء” رضا يايسي رئيس فدرالية الحرفيين والصناعات التقليدية ورئيس لجنة حي ديدوش مراد وضواحيها... بداية حدثنا عن المهمة الجديدة التي ألقيت على عاتق لجان الأحياء؟ المعروف عن هذه اللجان أنها جهات تقوم ببعض الأعمال التضامنية المرتبطة بالحي الذي تتواجد به، كالتبليغ عن تضرر بعض الطرق، أو رفع الشكاوى بخصوص بعض البنايات المهددة بالانهيار واستقبال الإعانات من المحسنين وتوزيعها على الفقراء والمعوزين من أبناء الحي، وعادة تعمل اللجان كوسيط بين المواطن والبلديات التابعة لها، وبحكم أني ممثل عن لجنة حي ديدوش مراد فكرت بعد التشاور مع مختلف لجان الأحياء المتواجدة ببعض بلديات العاصمة، في القيام بعمل مفيد للشباب، بعد ان وصلتنا العديد من الشكاوى بخصوص انجرارهم وراء الآفات الاجتماعية، وأن أغلب هؤلاء لا يملكون مستوى تعليميا، فكرنا في إلحاقهم بصناع وحرفيين لتكوينهم، ومن هنا كلفنا كل لجان الأحياء بالبدء في العمل لإعلام الشباب بفكرة التكوين وتوجيههم.
لم فكرتم في تكوين الشباب بالاعتماد على الصناع والحرفيين، بدل توجيههم إلى مراكز التكوين المهني؟ في الواقع، ما جعلنا نفكر في إيكال مهمة التكوين الى حرفيين وصناع، كون أغلب الشباب لديهم مستوى تعليمي متواضع، أي أنهم بالكاد يعرفون الكتابة والقراءة، ولأنه يمكنهم الالتحاق بمراكز التكوين المهني التي تتطلب مستوى معينا، قررنا تبسيط الأمر على الشباب لترغيبهم في التعلم، من أجل هذا قصدنا الحرفيين الموجودين على مستوى غرفة الحرفين، واتفقنا معها على التكفل بتكوين الشباب في مختلف الحرف، خاصة تلك المهددة بالانقراض كحرفة النحاس، ولسد النقص في بعض الصناعات كصنعة الترصيص، ومن ناحية أخرى، اكتشفنا بعد احتكاكنا ببعض الحرفين الشباب أنهم لا يملكون شهادات، قررنا تشجيعهم على الالتحاق بغرفة الحرفيين للاستفادة من شهادات تمكنهم من الحصول على قروض، أو تسهل عليهم الحصول على فرص عمل ببعض الشركات.
كيف كان إقبال الشباب عليكم؟ كان تجاوب الشباب معنا كبيرا، ولقيت فكرة إلحاق الشباب بالحرفيين ترحيبا، لاسيما وأن أغلبهم دون مستوى، ولعلمكم كان من بين الشباب المقبل علينا أصحاب السوابق العدلية، التحقوا بلجان الأحياء أملا في التوسط لهم لدى بعض الحرفيين لتعليمهم حرفة، وكذا الظفر بشهادة تفتح لهم أبواب التشغيل.
هل سبق لكم التعامل مع إدارة السجون؟ كان لدينا تعامل مع إدارة السجون، فأنا شخصيا كانت لدي تجربة خاصة، فلا يخفى عليكم أني معلم مهني في الترصيص، توليت مهمة التدريس في السجون وأشرفت على تكوين الكثير من الشباب الذي لسمت فيه حماسا ورغبة جامحة في التعلم.
كيف تقيم تجربتك في السجن؟ أستطيع القول ان تجربتي ناجحة، والدليل على ذلك أني يوم بدأت العمل مع السجناء عملت على تكوين 22 سجينا، وسرعان ما زاد عدد المكونين الى 40 سجينا، اعتمدت في البداية على تكوينهم في الجانب التطبيقي، بسبب غياب المؤهل العلمي لذلك، وبحكم ان الجانب النظري مهم خصصت لهم الفترات المسائية لتعليمهم بعض التقنيات التي ترفع مستواهم.
بدأت بتكوين الشباب على مستوى العاصمة، هل تفكر في تعميم التجربة؟ طبعا الفكرة بدأت على مستوى لجان الأحياء الموجودة بالعاصمة والتي تشمل 75 بلدية، ولأهمية التجربة، أفكر في التعاون مع الفدرالية واتحاد التجار، وبالتعاون مع وزارة التكوين المهني، لتعميم التجربة على مستوى التراب الوطني.
كلمة أخيرة؟ بعد احتكاكي بشباب الأحياء ووقوفي على رغبتهم الجامحة في تلقي تكوين، او تعلم صنعة، أستطيع القول ان هذه التجربة بإمكانها تحويل الشباب البطال الى قوة تبني المجتمع وتحمي حرفنا المهددة بالانقراض.