أطلقت فدرالية الحرفيين والصناعة التقليدية بصورة رسمية برنامجها الرامي لامتصاص الشباب البطال الذي يقل مستواه التعليمي عن الرابعة متوسط، بغية إلحاقهم بتكوينات يشرف عليها حرفيون، وتهدف المبادرة التي انطلقت منذ سنة كتجربة أولية على مستوى العاصمة إلى تكوين الشباب وحمايتهم من الآفات الاجتماعية من جهة، وحماية الحرف من الانقراض من جهة أخرى. وقد أوكلت مهمة إعلام الشباب بهذا البرنامج التكويني إلى لجان الأحياء، على اعتبار أنها الجهة الأقدر على معرفة عدد الشباب البطال على مستوى الأحياء، وطبيعة التكوين الذي يرغبون في مزاولته، خاصة ذلك الذي توفره لهم مراكز التكوين المهني التي تتطلب مستوى تعليميا معينا. وأوضح السيد رضا ياسي، رئيس الفدرالية، أنه أمام هذا الفراغ في مجال التكوين وحاجة القطاع لمثل هذه اليد العاملة ”قررنا الاعتماد على لجان الأحياء التكفل بهؤلاء الشباب بإلحاقهم بالحرفيين الذين يقدر عددهم على مستوى العاصمة ب 372 حرفيا ليتولوا مهمة تكوينهم وتعليمهم بعض الحرف أو الصناعات التي يرغبون فيها”.وفي سياق متصل، أوضح المتحدث أن برنامج التكوين يعتمد على إعداد بطاقة تقنية للشاب، وتوجيهه إلى الحرفي الذي يتولى مسؤولية تعليمه، وإعطائه منحة رمزية، إلى جانب التكفل بتأمينه طيلة فترة التكوين، وبعد انتهاء المدة تمنح للشاب بعد اجتيازه مسابقة إثبات القدرة على امتهان الحرفة، شهادة من وزارة السياحة والصناعات التقليدية، التي تفتح له آفاق العمل بالشركات، أو تمكنه من الحصول على قروض لإطلاق مشاريع مصغرة.من جهة أخرى، تحدث رئيس فدرالية الحرفيين والصناعة التقليدية عن النقص الفادح الذي تعرفه الجزائر في مجال بعض الحرف والصناعات، على غرار الترصيص والكهرباء، وحرفيين في مجال النحاس، والجلود، مضيفا أنه تم العمل بالتنسيق مع بعض الجمعيات على برمجة دروس مسائية لرفع مستوى المتعلمين التكويني، لاسيما وأن البرنامج لا يمس الشباب الذين لا يملكون حرفة، بل يمس أيضا الحرفيين الذين لا يملكون شهادات. ولإنجاح البرنامج التكويني، تحدث رئيس الفدرالية عن إبرام اتفاقيات شراكة مع وزارة التربية ووزارة التكوين المهني لإعطاء دفع للعملية، وتم الاتفاق أيضا مع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر بهدف تمكين الشباب بعد انتهاء تكوينهم من الظفر بفرص شغل.وحول مدى استعداد الحرفيين للتكفل بتكوين الشباب، أكد رئيس الفدرالية أن التجربة الأولية كشفت مدى استعداد الحرفيين على مستوى العاصمة للتكفل بعملية التكوين، ناهيك عن الشروع في مارس المقبل في حملة تحسيسية واسعة لتوعية الشباب والحرفيين على حد سواء بأهمية البرنامج التكويني. من جهته، أثنى رحماوي لرقط، أمين ولائي مكلف بالتنظيم، على هذه المبادرة وقال ”إن فتح المجال للشباب غير المتعلم للاستفادة من مختلف التكوينات، من شأنه وضع حد للنقص الذي تعرفه المخابز لافتقارها لخبازين مكونين”. جدير بالذكر أن العملية التكوينية تمس في بدايتها 57 بلدية على مستوى العاصمة، ومن المنتظر أن تعمم على كامل التراب الوطني لتكوين أكبر عدد من الشباب.