أنشأت جمعية الجاحظية عدة نواد ثقافية فتحتها للمبدعين الشباب، وعلى رأس هذه النوادي، يوجد ”نادي الشعر” الذي يلقى إقبالا مكثفا من الشباب، غير أن المشكل يبقى في غياب عملية التوجيه والنقد التي من المفروض أن يتكفل بها مختصون. نظم نادي الشعر بالجاحظية مؤخرا، أمسية شعرية شاركت فيها كوكبة من الشاب الذين ساهموا ببعض إبداعاتهم. قدِم هؤلاء من عدة ولايات منها؛ بسكرة، البويرة، البليدة، العاصمة وبومرداس، تزاحموا كلهم على المنصة. ورغم كثرتهم وتنوع أعمالهم، إلا أن المستوى كان يتأرجح بين الضعيف والمتوسط، أما الأعمال المتميزة، فقد كانت شبه نادرة. تميزت الأعمال التي شاركت في هذا اللقاء بالخلل والخلط بين الطبوع الشعرية وعدم الإلتزام بقواعد الكتابة (البحر، القافية)، إضافة إلى اللغة الشعرية الضعيفة، وانحصار ما قدم في النثر والخاطرة. أثناء هذا اللقاء، قامت ”المساء” بأخذ آراء بعض المثقفين والنقاد الحاضرين، منهم أحد الأعضاء المؤسسين لنادي الشعر، وهو الكاتب سعيد بوحريرة الذي انتقد بشدة مشاركات هؤلاء الشاب الذين لاعلاقة لهم بالشعر مطلقا، نتيجة رداءة ما قرأوا، علما أن المتحدث كان يصف هذه المشاركات المتكررة في النادي بالمهزلة الأدبية، مشددا على ضرورة توفير النقد ولجنة متابعة تتدخل في الوقت المناسب للتوجيه. بالمقابل، أشاد سعيد بوحريرة بمشاركة الشابة صبرينة موسوني التي قدمت نثريات وطنية كانت -حسبه- في المستوى. أما الأستاذ الجامعي رشيد وقاص، فحث هؤلاء الشباب على المطالعة لاكتساب رصيد لغوي وتعلم أصول الكتابة الشعرية، علما أن هذا الأستاذ القاص كان قد انتقد هذه الأمسية الضعيفة، ماعدا بعض المشاركات كمشاركة لطيفة حساني من بسكرة، التي قرأت قصيدتها؛ ”قلب بحجم الرؤى”، كما قدمت خليدة بوڤلينة من العاصمة قصيدة في الشعر الشعبي. للإشارة، فقد حث بعض الحضور من المثقفين والأباء القائمين على النادي، بضرورة إنشاء لجنة نقد ومتابعة لتشجيع بعض هؤلاء الهواة. على الرغم من هذا المستوى، بقيت الشاعرة الشابة لطيفة حساني هي المتألقة، علما أنها افتكت مؤخرا الجائزة الأولى بقسنطينة في الشعر النسوي، كما تأهلت في مسابقة ”القلم الحر” بمصر، إلى جانب مشاركتها في المسابقة العربية لشعراء العصر الحديث، وقد صدر لها مؤخرا عن دار ”الألمعية” بقسنطينة، ديوان شعر بعنوان ”شهقة السنديان” (96 صفحة). للتذكير، فقد حضر أيضا اسم حسين كبير من بومرداس، الذي قرأ من ديوانه ”دقات قلب للحبيب”، كذلك الشاعرة لامية صغير التي قرأت ”في طريق الإنقراض”.