أكدت باريس، أمس، رسميا مقتل الإرهابي"عبد الحميد أبو زيد"، أحد قادة تنظيم القاعدة بشمال مالي، والذي تضاربت الأنباء حول مقتله في المعارك التي خاضها الجيشين الفرنسي والتشادي ضد عناصر هذا التنظيم الإرهابي بجبال "أدرار الايفوغاس" في 22 فيفري الماضي. وجاء تأكيد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ظهر أمس، مقتل هذا الإرهابي الخطير، بعدما نقلت صحيفة "لوفيغارو"عن مصادر رسمية، أنه تم التأكد بشكل تام من مقتل "أبو زيد" بعد الاستعانة بتحاليل الحمض النووي للتحقق من هويته، والتي تكون المصالح الأمنية الفرنسية قد أجرتها خلال الأيام القليلة الأخيرة، على اعتبار أن آخر تصريح صحفي لوزير الدفاع الفرنسي في 12 مارس الجاري حول القضية، لم يحمل تأكيدا رسميا لمقتل هذا الإرهابي، واكتفى الوزير "جون إيف لودريون" حينها بالقول، بأن مقتل "أبو زيد" يبقى فقط محتملا". وجاء أول إعلان من قبل جهة رسمية عن مقتل الإرهابي"أبو زيد" واسمه الحقيقي "محمد غدير"، وهو من مواليد منطقة "الدبداب" القريبة من الحدود الليبية، من قبل الرئيس التشادي إدريس ديبي في الفاتح مارس الجاري، في سياق التنويه بشجاعة جنود بلاده ال26، الذين قضوا في المعارك التي خاضها عناصر الجيش التشادي مع الجنود الفرنسيين ضد المجموعة الإرهابية التي كان يقودها الإرهابي "أبو زيد"، والتي تم خلالها القضاء على هذا الأخير ومعه 40 عنصرا إرهابيا من مجموعته. غير أن المصالح الأمنية الفرنسية، لم تتمكن من التحديد بدقة لهوية الإرهابي "أبو زيد" ضمن المجموعة التي تم القضاء عليها في تلك الإشتباكات رغم اشتباهها في جثته، وعثورها على سلاحه في موقع الاشتباك المسلح. وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري، السيد دحو ولد قابلية، قد أوضح في تصريح على هامش افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان في 4 مارس الجاري، بأن الجزائر لم تتلق أي تبليغ رسمي من الجانب الفرنسي ولا المالي عن مقتل الإرهابيين "أبو زيد" و«مختار بلمختار"، بعد تداول بعض المصادر الإعلامية لأخبار القضاء عليهما في معارك بشمال مالي، معربا عن أمله في أن تكون هذه الأخبار حقيقية، وذلك من منطلق تخليص المنطقة من شر هؤلاء الإرهابيين الخطيرين. في حين نقلت بعض المواقع تأكيدا من عناصر مقربة من الإرهابي أبو زيد مقتل هذا الأخير، خلال عملية قصف جوي مكثف نفذته مقاتلات فرنسية في جبال "ايفوغاس" شمال شرق مالي، نافية في المقابل أن يكون الإرهابي "مختار بلمختار" مدبر الاعتداء الإرهابي على المركب الغازي لتيڤنتورين بإن أمناس في جانفي الماضي قد قضي عليه هو الآخر. ويعد الإرهابي "عبد الحميد أبو زيد" المسؤول عن عملية اختطاف 7 رهائن أجانب، منهم 5 فرنسيين يعملون لدى شركتي "أريفا" و«ساتوم" بمنطقة "أرليت" بالنيجر، وذلك في سبتمبر 2010، كما يعتقد بأنه المسؤول عن مقتل الرهينتين البريطاني "إدوين داير" في 2009 والفرنسي"ميشال جيرمانو" في 2010، في حين كان القضاء الجزائري قد حكم عليه غيابيا بالمؤبد مطلع السنة الماضية بتهمة "الانتماء لجماعة إرهابية دولية تختطف السياح الأجانب في الصحراء، وذلك لضلوعه مع عدد من أفراد عائلته وعناصر إرهابية أخرى في أول أكبر عملية اختطاف السياح الأجانب في الصحراء الجزائرية في 2003.