أعلنت السلطات التشادية عن مقتل القيادي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مختار بلمختار الذي كان العقل المدبر وراء حادث خطف رهائن في الجزائر في شهر جانفي الفارط في وقت لم تعلن فرنسا التي تشن الضربات العسكرية على معاقل القاعدة، عن مقتله ولا عن مقتل القيادي الآخر عبد الحميد ابو زيد. وقد تلقت القاعدة ضربة اخرى موجعة في أقل من يومين بعد اعلان مقتل عبد الحميد أبو زيد مدبر عمليات إختطاف الرهائن الغربيين في الصحراء، ويعتبر بلمختار اهم وأخطر ارهابي مطلوب للعدالة في العالم وقد سقط معه العشرات من المسلحين على حد قول قائد القوات التشادية في مالي. وقال المتحدث في خطاب تلفزيوني إن القوات المسلحة التشادية العاملة في شمال مالي ظهر السبت الثاني من مارس قاعدة للإرهابيين بالكامل، وضمت الحصيلة مقتل عدد من الإرهابيين من بينهم قائدهم مختار بلمختار». كما اعلن الرئيس التشادي ادريس ديبي ان جنود بلاده قتلوا قائدا آخر من القاعدة هو عبد الحميد ابو زيد من بين 40 متشددا قتلوا في عملية في نفس المنطقة مثل هجوم يوم السبت وهي جبال ايفوغاس المالية قرب الحدود الجزائرية. بينما امتنعت فرنسا التي شنت هجمات جوية ضد مخابئ المسلحين الجبلية عن تأكيد مقتل سواء ابوزيد او بلمختار.بينما قال مسؤول بالادارة الامريكية إن البيت الابيض لا يستطيع تأكيد مقتل بلمختار. بينما يرى المتتبعون ان القضاء على اثنين من اهم المطلوبين من زعماء القاعدة في منطقة الصحراء بافريقيا يمثل ضربة قوية للتمرد الاسلامي في مالي. وتكمن أهمية القضاء على الاثنين، كونهما يملكان معرفة واسعة بشمال مالي واجزاء من الساحل الأوسع ولهما صلات اجتماعية وصلات اخرى في شمال مالي ومن المرجح ان يكون لموت كليهما في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة تأثير على عمليات المسلحين في المنطقة. وكانت جماعة الملثمين التي يتزعمها بلمختار قد أعلنت المسؤولية عن احتجاز رهائن في محطة الغاز في إن أميناس بالجزائر والتي تشترك في ملكيتها بي.بي وشتات أويل وسوناطراك الجزائرية المملوكة للدولة في جانفي الفارط وقد لقي ما يصل ال37 أجنبيا حتفهم بعد أن اقتحمت قوات الأمن المنشأة لإنهاء أزمة الرهائن التي قتل فيها أيضا 29 ارهابيا. وتصف المخابرات الفرنسية بلمختار الجزائري المولد والمرتبط بسلسلة حوادث خطف الأجانب في شمال افريقيا خلال العقد الأخير بأنه «لا يمكن اعتقاله». وينحدر بلمختار من غرداية وولد عام 1972 وكان قد صرح في مقابلة نشرت على منتديات جهادية عام 2007 إنه سافر في سن 19 عاما إلى أفغانستان حيث حصل على التدريب والخبرة القتالية قبل العودة إلى الجزائر عام .1992 وقد نشط ضمن الجماعات الإسلامية طوال 20 عاما اولا كعضو في الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر ثم شارك في تأسيس الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي جعلت هجماتها على قوات الأمن تمتد إلى دول واقعة على الطرف الشمالي من الصحراء الكبرى. وقد غيرت الجماعة السلفية للدعوة والقتال اسمها إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وكان بلمختار يقود إحدى كتيبتين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في المنطقة الصحراوية بجنوب الجزائر المتاخمة لمالي. كما قضت محكمة جزائرية غيابيا بسجن بلمختار مدى الحياة فيما يتعلق بقتل عشرة من ضباط الجمارك الجزائريين عام .2007 و اشتهر بلمختار بين سكان الصحراء الكبرى كما تقول وسائل إعلام فرنسية بلقب «رجل المارلبورو» لانخراطه إلى جانب الجهاد في أنشطة تهريب الأسلحة والسجائر. وقد ساعدت أنشطته على ايجاد رابطة قوية بينه وبين مقاتلي الطوارق في الصحراء منهم من هم موجودون في شمال مالي الذين قام مقاتلوهم بدور رئيسي في الهجوم الذي شنه متمردون في العام الماضي ليسيطروا على شمال مالي. ويقال إنه تزوج من نساء محليات من العرب والطوارق.