أحيت ولاية المسيلة، أول أمس، الذكرى 54 لاستشهاد العقيدين عميروش وسي الحواس بجبل ثامر بعين الملح، بحضور مجاهدين قدموا من عدة ولايات. وشكلت الذكرى مناسبة لإدلاء بعض المجاهدين بالولايتين الثالثة والسادسة التاريخيتين من رفقاء الشهيدين بشهاداتهم عن “القدرة الفائقة لهذين البطلين في مجال القيادة والحنكة والدراية السياسية والتنظيمية والعسكرية، مبرزين في الوقت نفسه الخصال الحميدة التي كان يتحلى بها البطلان، ومعاملتهما الإنسانية لرفقائهما من الضباط والجنود، والتي شكلت سرا لنجاحهما في قيادة الولايتين التاريخيتين الثالثة والسادسة. وفي هذا السياق، أوضح الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، السيد خالفة مبارك في مداخلته، أنه “إذا كان عميروش وسي الحواس قد أديا واجبهما على أكمل وجه، فإن الأجيال الحالية من واجبها الحفاظ على استقرار البلاد والوحدة الوطنية والوفاء لأمانة الشهداء، مشيرا إلى أن محاولات من أطراف خارجية لاستهداف الوحدة الوطنية واستقرار البلاد باءت بالفشل، لتفطّن الشباب الجزائري لهذه المؤامرات وتجنبهم الانسياق وراء كل ما من شأنه تأجيج الأوضاع في البلاد. اعتبر المتدخل في نفس الصدد، أنّ الحفاظ على الوحدة الوطنية واستقرار البلاد ومكتسبات الثورة التحريرية، لا يقل أهمية عن دور أولئك الذين فجروا الثورة وخاضوا غمارها إلى غاية استقلال البلاد.. وكانت عين الملح قد احتضنت منذ أيام عدة تظاهرات ونشاطات ثقافية وفنية وندوات تاريخية، تناولت مواضيع ذات الصلة بتاريخ المنطقة وبدور العقيدين عميروش وسي الحواس، في التنسيق ما بين مختلف مناطق البلاد خلال الثورة التحريرية المظفرة. وللتذكير، فإن العقيدين عميروش وسي الحواس وهما على التوالي قائدي الولايتين الثالثة والسادسة التاريخيتين، استشهدا في 28 مارس 1958 عندما كانا في طريقهما إلى تونس للقاء أعضاء بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، حيث خاض البطلان معركة شرسة مع قوات الجيش الفرنسي، قبل أن يستشهدا رفقة عدد من رفاقهما في الكفاح المسلح.