كشف، أمس، محمد الشريف عباس وزير المجاهدين خلال إشرافه على الاحتفال بالذكرى 52 لاستشهاد العقيدين عميروش والحواس، بولاية المسيلة، بأن الإصلاحات السياسية التي سيتم الكشف عنها لاحقا، تهدف بالأساس إلى تجفيف منابع الوهن وتهدف إلى الارتقاء بالمواطن، واعتبر هذه الإصلاحات من أهم الأهداف التي تضمنها المخطط الخماسي 2010/2014 في مختلف المجالات، وكل ذلك يعبّر عن الوفاء لرسالة الشهداء. وفي إشارة إلى إقحام سيرة بعض الشهداء في المعترك السياسي والحزبي، قال محمد الشريف عباس بأن الشهداء ليسوا مطية للمصالح والمؤامرات السياسية على حساب الحقيقة التاريخية، وبأنهم شهداء الوطن كافة وفوق كل التوظيفات الجهوية، مضيفا بأنهم ليسوا ماض فقط، بل هم مصابيح المستقبل. وفي السياق ذاته أشاد وزير المجاهدين ببطولات الشهيدين العقيدين عميروش وسي الحواس مستذكرا مسار وكفاح وتضحيات الرجلين من أجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة. وذكر محمد شريف عباس في كلمة ألقاها بمنطقة جبل ثامر على بعد 120 كلم من مدينة بوسعادة بمناسبة إحياء الذكرى ال 52 لاستشهاد البطلين أن العقيدين عميروش وسي الحواس، هما- بالنسبة للذي تتبع مسار حياتهما وكفاحهما- »من نوعية الرجال الذين ولدوا وعاشوا واستشهدوا لكي تعيش الجزائر حرة ومستقلة«. وقال الوزير »إن عميروش وسي الحواس يمثلان اليوم مرجعا سيتوجب على الأجيال الشابة أن تسلهم من طاقتهما وشجاعتهما من أجل بناء جزائر الغد«. وأوضح وزير المجاهدين أن الشهيدين، الذين كانت لهما مزايا مشتركة، إذ هما منحدران من وسط الشعب ومنخرطان في حزب الشعب الجزائري وتلقيا تعليمهما بالزوايا مما جعلهما يتمتعان بإيمان عميق، كانا دائما »مترفعين عن الخلافات من أجل تفضيل وحدة الجزائريين والكفاح من أجل الاستقلال«. وأضاف أن تكريم روح هذين الشهيدين الكبيرين والعظميين يسمح لنا بتقدير التضحيات التي بذلتها البلاد من أجل استرجاع سيادتها. ومن جهة أخرى أشار محمد الشريف عباس أن الشعب الجزائري »لن يتأثر أبدا بالشعارات الزائفة لأنه يعي ويعرف أين توجد مصالحه المتضمنة في الإصلاحات الجارية في البلاد وكذا في المجهود الجبار المبذول في مجال التنمية«. وختم الوزير كلمته بمقبرة الشهداء لذات البلدة أمام جمع غفير من مجاهدي الولايات الثالثة والسادسة والأولى التاريخية، حيث جاء بعضهم من عديد الولايات مثل باتنة، بجاية، بسكرة وتيزي وزو قائلا: »إن ذاكرة شهدائنا سوف لن تكون محل مساومة أو تستعمل على حساب حقائق تاريخية«. للتذكير فإن البطلين العقيدين عميروش وسي الحواس اللذين كلفا بالاتصال بقيادة الثورة في الخارج استشهدا في اشتباك بتاريخ 29 مارس 1959 بجبل ثامر وذلك بعد أن خاضا معركة شرسة ضد قوات الاحتلال الفرنسي.