تحتل آلة ”الإمزاد” مكانة مرموقة في قلوب ”التوراڤ”، فهي آلة موسيقية تعزف عليها النساء فقط، في حين يستمتع الرجال بأنغامها بكل إجلال، فتهدأ النفس وتسكن الحواس، فحين تسيطر أنغامها على الوجدان قد تصل بالبعض إلى درجة الوجد، فتنتابهم انفعالات لا تتوقف إلا بانتهاء العزف، حسبما أكدته لنا عضو من جمعية ”الإمزاد” لحفظ التراث التارڤي. أفادت الآنسة حميدة تنفانغ عضو بجمعية ”الإمزاد” لحفظ التراث التارڤي أستاذة في العزف على الإمزاد، في حديثها إلى ”المساء”، أن هذه الآلة أسطورة التوارق وأهم شيء لديهم، وتعزف عليها النساء فقط لأنها تُنقص من شجاعة وكرامة الرجل. يُعرف ”الإمزاد” بأنه أقدم آلة موسيقية، وهو عبارة عن ربابة تارڤية خاصة تشبه الربابة التقليدية، لها وتر واحد، تعزف عليها المرأة التارڤية خلافا للربابة عند باقي المجتمعات العربية؛ حيث يعزف عليها الرجل، وهي قصعة من اليقطين ”تشبه نصف البطيخة”، تغطَّى بالجلد، ويفضَّل جلد الماعز أو الغزال المدبوغ، وفي وسطها فتحتان، وتسمَّى عند التوارڤ ”اتكلاس”. وترُها مصنوع من شعر ذيل الحصان، يتم المسح عليه من حين لآخر لتحسين الصوت بنوع من البخور، يطلَق عليه اسم ”تيغنقرت”، وهناك من يطلق عليه اسم ”أم الناس”، وهو يشبه المسك. الإمزاد له قطعة صغيرة، هي عبارة عن قوس صغير يربط بين ”قطبية” وتر يسمى ”تقنهي”، يُعزف به بشكل يشبه حركة عازف الربابة والكمان والشيلو، ومن أشهر الوصلات الغنائية بالإمزاد ”اليون، تيندي، هلي هلي”. وفي حديث ذي صلة، قالت السيدة ”شينون زينابة” عضو بالجمعية: ”يعود تاريخ الإمزاد إلى آلاف السنين، ويُحظر استعمالها على الرجال لأن الأساطير تقول: ”إذا عزف عليها الرجل فإنه نذير بالشؤم”. وتقول شينون إن المرأة التارڤية تعزف الإمزاد في الظلام ليتبصر الرجل في الشؤون المصيرية، حيث تنقله النغمات إلى عالم التفكير، حيث لا ترى عيناه المرأة التي تعزف، بينما يسبح بخياله بعيدا عن المدركات الحسية حوله.