انقسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين من جديد حول مصير مادة الخبر، ففي الوقت الذي قدم رئيس لجنة الخبازين المنتمي إلى جناح صالح صويلح اقتراحات للخروج من الأزمة التي يعانيها الخبازون والمتمثلة في تخصيص نوع من الفرينة يكون موجها فقط لصناعة الخبز وبسعر لا يزيد عن 1500 دج للقنطار، فصل جناح بولنوار في ملف الخبز من خلال الدعوة إلى إضراب وطني بعد غد الثلاثاء في خطوة للضغط على السلطات للإسراع في إيجاد حلول واقعية وملموسة للمشاكل التي يعيشها الخبازون منذ سنوات، ومن المتوقع أن يستجيب ثلاثة أرباع الخبازين لنداء الإضراب، أي ما يقارب ال15 ألف مخبزة عبر الوطن. ويشير بيان صادر عن اللجنة الوطنية للخبازين المنتمية إلى جناح بولنوار تلقت “المساء” نسخة منه إلى البت في مسألة الخبز من خلال الدعوة إلى إضراب وطني بعد غد الثلاثاء، في خطوة متسارعة يراد منها الضغط على وزارة التجارة التي “تتكتم على ملف الخبز ومصير الخبازين الذين يعانون منذ سنوات “، يضيف البيان أن “للإضراب مطالب مهنية نقابية تتمثل في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والمصاعب التي يعيشها أهل القطاع، مع ضمان هامش الربح القانوني والشرعي” . وأشار البيان إلى “ضمان اللجنة للحد الأدنى من الخدمات المنصوص عليها في العقود والاتفاقيات”، مع تمسك اللجنة الوطنية للخبازين بالحوار البناء مع السلطات العمومية بما يخدم المهنة ويضمن حقوق المواطن، وإشراكهم في جميع القرارات المتخذة في السياق باعتبارهم المعنيين مباشرة بمشكل ارتفاع الأسعار . من جهته، انتقد السيد يوسف قلفاط الصمت الممارس من قبل وزارة التجارة التي تكتمت-حسبه- على ملف الخبز وعن نتائج العمل الذي قامت به اللجنة الوطنية المختلطة المكلفة بإجراء تحقيق ميداني يكشف التكلفة الحقيقة لسعر الخبزة بمناطق مختلفة من الوطن...، مشيرا إلى أن لجنته المنضوية تحت لواء صالح صويلح لا تزال تقدم اقتراحات مفيدة لتفادي أية إجراءات قد تؤدي إلى نتائج عكسية على المستهلك الجزائري، على غرار تخصيص نوعية من الفرينة تستخدم فقط في صناعة الخبز ويكون سعرها أقل من الفرينة التي تستغل في صناعة الحلويات ومختلف العجائن. وحسب السيد قلفاط، فإن الفرينة الممزوجة بالنخالة تكون صالحة لصناعة الخبز كما أنها مفيدة للصحة، بالإضافة إلى أن سعرها يكون أقل من سعر الفرينة التي تنزع منها النخالة التي هي عبارة عن قشر حبة القمح التي غالبا ما يتم فصلها للخروج بنوعية ممتازة من الفرينة ولون أبيض مضيفا، أن هذه الفرينة لا يزيد سعرها عن 1500 دج للقنطار ولا يمكن استغلالها إلا في صناعة الخبز، بحيث يتجنبها أصحاب الحلويات وصانعي العجائن الغذائية والبيتزا وغيرها.. وبهذا الإجراء يمكن الإبقاء على سعر الخبزة الواحدة عند8,5 دج، شريطة خفض سعر مادة الفرينة إلى 1500 دج للقنطار، وإلغاء الرسم على القيمة المضافة عن أسعار المواد المستخدمة في صنع هذه المادة، على غرار الخميرة والمحسنات والكهرباء ..ونفى السيد قلفاط انضمام لجنته إلى دعوة الإضراب الذي رفعته لجنة بولنوار قصد تحقيق مطالبهم، مؤكّدا أنّها لا تزال في انتظار القرارات التي ستتخذها الحكومة بناء على النتائج التي ستسفر عنها اللجنة المكلفة بتقييم السعر الحقيقي للخبز، مضيفا أن قرار الإضراب من عدمه سيفصل خلال اجتماع غير عادي يتم الدعوة إليه نهاية الشهر الجاري.