يؤكد كمال مواسة مدرب جمعية وهران، على أن مشوار فريقه في مرحلة الإياب هو مشوار بطل، لكن الذهنية التي تسيره هي التي أعاقته عن أن يكون من ضمن الصاعدين، ملمحا إلى بقائه مع الجمعية لموسم آخر، وتصويب الطلقة هذه المرة... أسدل الستار على البطولة الاحترافية الثانية بفوز شرفي لفريقكم، ما تعليقك على ذلك؟ هو أمر جيد، ويدل على صحتنا الجيدة فوق أرضنا حيث فزنا بجميع لقاءاتنا، وهذا ما يجعلنا نتحسر على ما ضيعناه من نقاط في مرحلة الذهاب، ولو تسنى لنا الفوز بمبارتين فقط لكنا من ضمن الصاعدين.
وما هي الأسباب التي منعتكم من أن تكونوا كذلك؟ هناك أخطاء ارتكبت على مستوى التحضيرات والانتدابات وتسيير مباريات الفريق في مرحلة الذهاب، ومن الضروري الوقوف عندها ومعالجتها حتى لا تكون عائقا جديدا في مشوار الفريق الموسم القادم.
مادمت تكلمت عن مرحلة الذهاب تحديدا، فهذا يعني أنك راض عن الإياب وعن العمل الذي قمت به فيه؟ أرى أنه كان بإمكاني تقديم أفضل، ولكن أحمد الله لأن اللاعبين أدوا واجبهم على أكمل وجه، والنتائج الإيجابية التي تحصلوا عليها والمرتبة السادسة التي أنهوا بها البطولة، بذلوا مجهودات كبيرة لتحقيقها وتحلوا بانضباط كامل وفهموا جيدا الرسالة وما طالبناه منهم، والحقيقة أن مشوارنا في مرحلة الإياب هو مشوار بطل.
صراحة، هل كان هدف مواسة عند مجيئه للجمعية الوهرانية تحصيل المرتبة السادسة عند اختتام المنافسة الرسمية؟ لما جئت إلى جمعية وهران، طلب مني مسؤولوها الإبقاء عليها في الرابطة الاحترافية الثانية، لكن لا أنكر أن المرتبة السادسة نتيجة جيدة.
لكن فريقكم طمع في فترة من فترات مرحلة الإياب في نيل تأشيرة الصعود؟ أظن أننا خرجنا من السباق في لقائنا ضد أمل الأربعاء حيث تعرضنا لظلم تحكيمي كبير وغير مفهوم.
وهل مواسة يؤكد بقاءه على رأس العارضة الفنية للفريق الموسم القادم؟ الموسم الكروي أسدل الستار عليه، سنجتمع قريبا وهناك مشروع سندرسه، وكذا الإمكانات المتوفرة والأهداف المسطرة، سنتناقش، وقد لايكون هناك مشكل للاتفاق إن شاء الله.
حسب رأيك، ومن خلال المدة التي تواجدت فيها في الجمعية، ما الذي ينقصها حتى تلتحق بقسم الكبار؟ عندما أقيم مشوارنا في مرحلة العودة، أقول بأنه مسار بطل، وقد نجحنا في انتداب لاعبين جيدين في الميركاتو الشتوي كابن شعبان، وهناك لاعبون شباب خريجو مدرسة الجمعية لهم قدرات جيدة بإمكانهم إفادة الفريق كثيرا ومستقبلا.
وهل هذا يؤشر في حال بقاء مواسة على جنوحه للاعتماد على هؤلاء اللاعبين الشباب بشكل أساسي لبلوغ الصعود؟ صراحة، مع بقائي أو غيري من المدربين، إذا أراد فريق الجمعية تحقيق الصعود يجب تغيير الذهنية التي يسير بها، لأن الإمكانيات البشرية موجودة والمالية سترصد، كل ما في الأمر أن هذه الذهنية اعتادت اللعب على البقاء كل موسم، وطيلة ثماني سنوات متتالية.
إذن هي ليست عقدة كبلت الجمعية؟ لا، ليست عقدة، ولكن تبقى قضية طموحات التي يجب أن تغرس في التشكيلة من قبل الإدارة، وأن يفهم اللاعبون أن فريقهم إن صعد ليس ذلك بالإنجاز التاريخي، بل الإنجاز في ما حققه أمل الأربعاء وعين فكرون ومولودية بجاية، لأن الجمعية سبق لها الممارسة في القسم الوطني الأول، ويجب التفكير جيدا في كيفية العودة بها إليه.
إذن، الثلاثي الصاعد لم يشكل مفاجأة لك؟ كما قلت هو إنجاز تاريخي لهذه الفرق، وبالنسبة للجمعية على الجيل الحالي أن يعي جيدا قيمة فريقه، وأن يحذو حذو الأجيال الكروية التي تداولت على اللعب فيه، وتخرجت منه ومنحته أوقاتا جيدة وسعيدة، وعليه عقد العزم والارتقاء بالفريق إلى مكانته الطبيعية مع الفرق الكبيرة.
وماذا يلزم الفريق في المستقبل القريب؟ أن يتدعم بخمسة أو ستة لاعبين على الأكثر، أصحاب خبرة، تنافسيين وطموحين، لأننا سنحافظ على هيكل الفريق، وسنغرف من خزان الفريق الذي يعج باللاعبين الشباب الموهوبين.
وكيف تراءى لك مستوى القسم الثاني هذا الموسم؟ أظن أن فرقا مثل اتحاد عنابة أو البليدة وترجي مستغانم وجمعية وهران، كان مستواها متقاربا وكانت تستحق الصعود.
ماذا يقول مواسة عن تتويج أواسط الفريق بكأس الجزائر هذا الموسم؟ هو لقب تحفيزي لكل فئات الفريق، خاصة أكابره، وهو ليس بمفاجأة، لأنه من صلب تقاليد جمعية وهران المعروفة بعملها القاعدي الجيد، وأصدقك القول أنني لما شاهدت هذه التشكيلة أمام فريق وفاق سطيف وإقصاءها له، تملكني إحساس كبير بتتويجها في نهاية السباق، وهو ما حصل، فمبروك لأسرة الجمعية بهذا التتويج.
هل من كلمة أخيرة؟ كما قلت سابقا، أتمنى أن تتغير الذهنية في فريق جمعية وهران، لأنه فعلا يستحق مركزا مع كبار الكرة الجزائرية، فقد كان واحدا منهم في وقت من الأوقات، وعليه أن يعود لمصاحبتهم في القسم الوطني الأول.