أكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، السيد محرز العماري، أنه يستحيل بناء مغرب عربي كبير يضطلع بالمرافعة عن مصالح الأمة العربية ورعاية أمنها واستقرارها، إلا بحمل المغرب على تحقيق استقلال الصحراء الغربية وعاصمتها مدينة العيون. وأوضح السيد العماري خلال تدخله في ندوة نقاش نظمتها جمعية "مشعل الشهيد"، أمس الاثنين، بمقر جريدة الشعب بالعاصمة، بمناسبة إحياء الذكرى ال40 لاندلاع الكفاح المسلح لجبهة (البوليزاريو) في 20 ماي 1973، بحضور طلبة وممثلين عن تنظيمات طلابية صحراوية وتونسية وموريتانية، أن الواقع الذي يفرضه المغرب في عرقلته لمسار حل القضية الصحراوية ومواصلة سياسته الاحتلالية لشعب وثروات الصحراء الغربية وقمع حقوق الانسان بالأراضي المحتلة، يساهم في عرقلة قيام مغرب عربي كبير يضطلع بمهمة الدفاع عن المكاسب السياسية والاقتصادية العربية، لاسيما مع التحولات الكبرى التي يشهدها العالم في شتى الميادين. وأضاف العماري، أنه يتعين على المملكة المغربية الإسراع في تطبيق مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي، وتمكينه من استقلاله وتحرّره لتحقيق وحدة الأمة العربية، معربا عن قلقه الكبير لاستمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، وهو ما يؤجل - كما قال - أكثر إرساء قاعدة تأسيس اتحاد المغرب العربي الذي يبقى مشروعه حبرا على ورق. كما دعا المتحدث الأممالمتحدة، إلى ضرورة قيامها بمراقبة مدى احترام حقوق الانسان بالأراضي الصحراوية المحتلة، والتعجيل باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والحقوقيين الصحراويين (أكثر من 651 مفقودا صحراويا)، وفق مقتضيات القانون الدولي في هذا الاطار، مشددا على ضرورة فتح المغرب لكافة الأقاليم الصحراوية المحتلة للأحزاب والمنظمات الحقوقية الدولية، للوقوف على وضع حقوق الإنسان وحريات التعبير بالمنطقة. وفي هذا السياق، أكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، أن تزامن الذكرى ال40 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليزاريو"، وإعلان الكفاح المسلح بذكرى عيد الطالب المصادف ل19 ماي من كل سنة، يعكس مدى قوّة العلاقات الثنائية التاريخية التي تجمع الشعبين الجزائري والصحراوي، مجددا الموقف الثابت للجزائر في مواصلة دعم حق الصحراويين في تقرير المصير والاستقلال. ومن جانبه، أبرز رئيس مرصد الدراسات الاستراتيجية والسياسية للصحراء الغربية وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، السيد بابا السيّد، في تدخل له، التضحيات الجبّارة التي قدّمها الطلبة الجزائريون إبان ثورة الفاتح نوفمبر 1945، داعيا كافة شعوب وشباب دول العالم لاستلهام هذه التضحيات، باعتبارها نقطة انطلاقة حاسمة في مسار الشعوب التواقة للتحرر وتقرير مصيرها. وأكد على ضرورة مدّ جسور التواصل أكثر بين الطلبة الجزائريين والصحراويين بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين، مشددا في هذا الصدد، على أن يسارع المغرب إلى القبول بإجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، وفق لوائح الأممالمتحدة. ومن جهة أخرى، جدّدت تنظيمات طلابية مغاربية حضرت الندوة، دعوتها للتطبيق العاجل والفوري لمقتضيات القانون الدولي من أجل التكريس الحقيقي لاستقلال الصحراويين. وأكدت هذه التنظيمات التي تمثل الجزائر وتونس وموريتانيا وجمهورية الصحراء الغربية في رسالة وجهتها للأمين العام للأمم المتحدة، أن الأوضاع الحرجة التي يحياها الصحراويون بالمناطق المحتلة، تستدعي أكثر من أي وقت مضى، التطبيق الفوري للوائح الأممية القاضية بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. يذكر، أن هذه التنظيمات الطلابية، دعت أول أمس الأحد، بمقر اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، إلى الإفراج الفوري واللامشروط عن جميع الطلبة والناشطين الصحراوين المعتقلين بالسجون المغربية، كما طالبت بحماية الثروات الطبيعية الصحراوية من النهب والاستغلال غير المشروع من قبل المغرب، وكذا إزالة جدار الفصل العنصري الذي يمنع تواصل الأهالي الصحراويين.