السيد لحسن شرورة حرفي في صناعة الأرائك، من بلدية راس الواد بولاية برج بوعريريج، شارك مؤخرا في مهرجان التسوق العائلي والرفاهية المنزلية، الذي يهدف إلى تقديم جديد الديكور المنزلي بالدرجة الأولى. لا يخلو منزل من وجود أريكة مريحة فيه؛ لأنها قطعة أساسية ذات اهتمام كبير في غرفة المعيشة، حيث يمكن الجلوس عليها في استرخاء بعد عناء يوم عمل شاق، كما أنها تُعتبر صدر البيت؛ لأنه يتم استقبال الضيوف في صالون به أرائك عصرية أو تقليدية، تتحول في ليالي الصيف المنعشة إلى مكان مفضَّل لدى البعض للنوم. هذه الميزات وغيرها جعلت بعض الحرفيين في صناعة الأرائك مثل السيد لحسن شرورة، يحاول الإبداع في صناعته اليدوية بما يتماشى مع التغييرات الكثيرة التي طرأت على الحياة العصرية من جهة، وبطريقة تحاكي البيئة الاجتماعية للأسر من جهة أخرى. هذا العنصر بالذات جعل الحرفي يؤكد أن الظروف المعيشية للمواطنين جعلت الحرفيين والبائعين يحاولون إيجاد صيغ معيَّنة ترضي الطرفين؛ من عارضين وطالبين، ومن ذلك صيغة الشراء بالتقسيط التي عرفت انتشارا واضحا في المجتمع، وأضحى متعامَلا بها حتى من طرف الباعة أنفسهم خاصة فيما يتعلق بشراء المواد الأولية. وفي حديثه عن حرفته يشير لحسن شرورة إلى أن عصر الأرائك كبيرة الحجم التي تشغل مساحة كبيرة من غرفة المعيشة، قد ولّى، وهذا ما ظهر بوضوح في جناح الحرفي بمهرجان التسوق العائلي والرفاهية المنزلية المنظَّم مؤخرا بمدينة بومرداس، بحيث عرض أرائك جميلة ومتوسطة الحجم تتماشى عموما مع مساحات الشقق السكنية؛ “تغير عملنا كثيرا في السنوات الأخيرة، بحيث نقوم حاليا بصنع أرائك أصغر حجما لتتماشى مع مساحة الشقة، ونعرض حاليا تشكيلات جميلة من أرائك ذات موديلات تركية، وهي التي تأتي على شكل حرف “s”، حيث تكون أشبه بمقعد شبه دائري من خمسة أماكن بسند مرفوع بعض الشيء من جهتي الحرف اللاتيني، وأخرى على شكل دمعة، ويكون سند اليدين مفرطحا بشكل جميل. كما هناك الأرائك التي تبدو تقليدية الصنع؛ أي تلك التي تشبه الصالونات المغربية ولكنها بلمسات عصرية، فهي تُصنع من قماش فاخر مضاد للبقع، وشكلها العام دائري، وهي ميزة الأرائك حاليا، حسب لحسن، الذي أوضح أنه ينبغي على مَن يرغب في اقتناء أريكة جديدة من تشكيلات صالونات الجلوس الحديثة، عدم التفكير في الأنواع ذات الأحجام الكبيرة؛ “الجديد اليوم في الأرائك العصرية أنها دائرية الشكل حتى توضع في زاوية غرفة الاستقبال ولا تلتهم مساحة واسعة من غرفة المعيشة، ونحن نعرضها من الجلد الطبيعي أو القماش المضاد للبقع أكثر زخرفة وجمالاً، وكلاهما يُستورد من الخارج في الوقت الذي نشتري الخشب ومشتقاته من السوق المحلية”، يقول الحرفي الذي يزيد عمر إتقانه لحرفته عن 15 سنة، موضحا أن الأرائك ماتزال محتفظة بالعديد من وظائفها المميزة مثل طي مساند الظهر أو طي أجزاء القدم إلى أعلى، حيث يرغب الكثيرون في الاستمتاع بوقت الراحة في غرفة المعيشة على أريكة مريحة. كما يسود حاليا استخدام أريكة ثنائية أو ثلاثية مواضع الجلوس بدلاً من طقم الأرائك المنفصل الذي يمتد في غرفة المعيشة بأكملها. كما أن سطح الجلوس لم يعد عميقاً كما كان في السابق، وهو ما يسمح للفرد بالجلوس في وضع قائم بدلاً من الاضطرار إلى الاستلقاء إلى الخلف، وهي ميزة الأريكة على شكل دمعة، بالإضافة إلى أن بعض الموديلات تمتاز بمساند رفيعة للظهر والأذرع، مثل مساند ظهر المقاعد العادية، وهي ميزة الأريكة بشكل حرف “أس” اللاتيني. وبشكل عام، يسود اللون البيج والبني الفاتح وأيضا اللونان الأبيض والأسود اتجاهات الموضة الجديدة في عالم الأرائك، وهي الألوان التي صارت مطلوبة جدا، “ويظهر ذلك بسبب تأثير المسلسلات التركية بشكل خاص، التي يسود ديكورها الداخلي غالبا تلك الألوان؛ لأنها لا تتقادم وتتماشى مع جميع ألوان طلاء الجدران”، يقول لحسن شرورة.