تحدّثت ثلة من الأساتذة الأكاديميين عن الشخصية المسرحية المرموقة مصطفى كاتب، وكان لمجموعة من الفنانين الذين رافقوه في مشواره الفني نصيب من هذا الحديث، تم ذلك أمس، في يوم دراسي خصّص للراحل بفندق “السفير” بالجزائر العاصمة، ضمن برنامج الطبعة الثامنة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، إذ اتفقوا على أنّ شخصية مصطفى كاتب المسرحية تحتاج إلى مزيد من التعريف وأنه لم يأخذ حقه كما يجب. هناك كتاب واحد عن الفقيد، وهو توثيقي تولى مهمة إعداده الباحثان مخلوف بوكروح والشريف الأدرع، عنوانه “مصطفى كاتب من المسرح الجزائري إلى المسرح الوطني الجزائري”، وقاما بالإعداد والتنقيح اللغوي للأوراق غير المنشورة التي يبدو من لغتها وبنائها أنها عبارة عن كتابات أولية أو رؤوس أقلام لم تتم كتابتها، إلى جانب ترجمة موضوع حول مشروع تكوين حاملي الليسانس في الدراسات المسرحية والعديد من الأعمال. ويرمي اليوم الدراسي الموجّه للراحل مصطفى كاتب، إلى دعوة الأكاديميين والباحثين للعمل على إنجاز كتب حول هذه قامة من قامات المسرح الوطني، خاصة وأنّ لمصطفى كاتب مسيرة حافلة بالإنجازات يمتد عمرها لخمسة عقود، وخلال اليوم الدراسي الموسوم ب" المناضل مصطفى كاتب ..حياة من أجل الجزائر والمسرح”، كشف الأستاذ الشريف الأدرع أنّه وجد عناء كبيرا في تدقيق الشهادات التي استقاها شفهيا، ولا حظ أن الكتابة من الذاكرة دائما ما يعترضها النقص وتحتاج إلى تصويب. أكد الأستاذ الشريف الأدرع، أن مصطفى كاتب رحل ولم يكتب سيرة ذاتية عن نفسه وترك بعض الأوراق الهوامل قام بضبطها رفقة الأستاذ مخلوف بوكروح، جاعلين منها فقرة من فقرات كتاب عن مصطفى كاتب، على أمل أن تعطي القارئ والمهتم فكرة عن بعض مشاغل الرجل، معربا عن أمله كذلك في أن يقوم أحد مقربيه في كتابة ترجمة أو سيرة ذاتية عن الراحل. من جهته، قال الأستاذ جلال خشاب، أن مصطفى كاتب كان يعرف جيدا أنه لا يعمل لحياة محدودة ولكن يعمل لمسار طويل، يبدأ من حيث بدأ لكن لا ينتهي بمساره الحياتي، وأضاف أن الحديث عن مصطفى كاتب في تفاؤل حول المسرح كونه أعطى حياته كلها لأب الفنون، حتى إنه عندما سئل عن تجربته السينمائية قال هي تجربة ولكن حياته هي المسرح. وحسب خشاب، فإن مصطفى كاتب يرى المسرح مقاما على ثلاثة عناصر، الشاعر والفنان والجمهور، ويعود سبب هذا التقسيم إلى ميول مصطفى كاتب الشعرية، ويعتقد أن المسرح ليس إبداعا فقط، وإنما إعادة خلق إبداع من جديد، ثم أن المسرح يمكن من تلاقي المتفرجين والتعاطي فيما بينهم، إذ المسألة ليست تقوم على الممثلين والمتفرجين وإنما في المتفرجين في حد ذاتهم، فلا بد أن يكون تفاعل فيما بينهم بهدف تبادل الأفكار. أما الأستاذ الرشيد بوشعير، فأكّد أنّه يحسب لمصطفى كاتب عدم انسياقه وراء الداعين إلى استعمال اللغة الفرنسية والعامية فقط في الأداء المسرحي، ودافع عن استعمال اللغة العربية في المسرح بل وقام بتصفيتها من اللغة الهجينة.