اختُتم أمس معرض الفنان عمر قارة بمركز النشاطات الثقافية “عبان رمضان” بعد أن عرض 32 لوحة فنية و33 قطعة خزفية مزخرفة بعناوين متعددة. رسم الفنان عمر قارة لوحاته ال 32 بأسلوب عفوي وبالأبيض والأسود، وركز في معظم أعماله على الوجه الذي تظهر من خلال تقاسيمه؛ ما قد تخفيه القلوب وما تحاول العقول تجنّبه أيضا، على غرار لوحة “حنان حزين”، التي تُبرز ملامح وجه امرأة مبتسمة وكأنها في حديقة، تغطي كامل جسدها وخلفها نسوة أخريات يقابلنك بكل شجاعة. لوحة أخرى بعنوان “فرار”، رسم فيها عمر أربعة وجوه على يمين اللوحة، أما في يسارها فرسم أشكالا تشبه الحشائش والأزهار المتوحشة. وفي لوحة “الذاكرة” فرسم وجوها مبتسمة أيضا في وسط طبيعي يزيّنه طائر كبير. «وفاء”، العراف”، الربيع”، أنا هنا”، “القصة”، “الحكم”، “الماضي”، وهي عناوين أخرى للوحات عمر قارة التي عرضها بهذه المناسبة. وبالمقابل، رسم الفنان وجه امرأة تنظر إلى أسفل وتتذكر الماضي بجانبيه الجميل وغير الجميل، إلا أنه مع ذلك يبقى محفورا في ذهنها إلى الأبد. كما أظهرت لوحة “الترقّب” علامات القلق لإنسان لا يدري كيف سيكون غده، وخلفه رسم وجوها صغيرة مبتسمة؛ فهل تريد هذه الأخيرة أن تطمئن الشخصية محور اللوحة؟ ربما هو كذلك، وهو ما نراه في لوحة “الحلم”؛ حيث تضم شخصية واحدة تبتسم للحياة، ولكن ما بال هؤلاء النساء؛ يبتسمن وهن يملأن لوحة “حرقة”؟! ما سبب هذا الأمل الذي يغمرهن رغم أنهن يعبّرن عن آفة اجتماعية خطيرة، تتمثل في الهجرة غير الشرعية؟! ورسم عمر لوحة “القصة”، وفيها عجوز تحكي قصصا للأطفال. أما لوحة “الحومة” فرسم فيها وجه امرأة بشعر مشكَّل من رؤوس صغيرة، ولم ينس عمر “المهموم” في لوحة تحمل نفس العنوان وكذا لوحة “الزوالي”. «طريق مجهول” هو عنوان لوحة عمر التي رسم فيها ثلاث هيئات واقفة، يظهر على بعضها عدم معرفة الطريق الواجب اتخاذه في هذه الحياة. كما رسم الفنان لوحات “زواج”، “الماضي”، “المرأة القبائلية”، “الرئيس”، “الريف”، “هند”و”شريفة”. وإلى جانب اللوحات التي رسمها الفنان بطريقة عفوية وغمر شخصياتها بالأمل والابتسامة، عرض عمر قارة في هذا المعرض قطعا خزفية مزخرفة في شكل صحون دائرية ومربعة وغيرها، تتميّز بالدقة وتجانس الأشكال والألوان، وحملت بعضها الألوان الترابية، مثل البني والبرتقالي الغامق، أما الأخرى فغمرها اللون الأصفر الفاقع والأحمر والأزرق.