يتواصل برواق “محمد راسم” المعرض الخاص بالفن التشكيلي الكوبي الذي يُّنظم في إطار الاحتفال بخمسينية استقلال الجزائر من جهة وخمسينية العلاقات الجزائرية-الكوبية من جهة أخرى، ويضم أكثر من ثمانين لوحة ومجموعة من الصور الأرشيفية. ويضم هذا المعرض من ضمن ثمانين لوحة معروضة، مجموعة من اللوحات الخاصة بالثوري ارنستو تشي غيفارا، تكريما لهذه الشخصية الفذة التي قالت اثناء مشاركتها في ملتقى التضامن الافريقي الأسيوي بالجزائر خلال خطابها في 24 فيفري 1965،”هذا هو اجتماع شعوب في كفاح” وفي هذا السياق، استلهم فنانون كوبيون من الصورة الشهيرة لتشي ليعبروا عن هذه الزيارة الشهيرة ومن بينهم سروال غونزالز وخيسوس روديغز ودوتشي مان وألكسندر إزكيردو، فكانت النتيجة، مجموعة من اللوحات الجميلة التي مزجت بين رموز العلم الجزائري والعلم الكوبي وأخرى ضمت رسمة توقيع تشي غيفارا في قالب من ألوان العلم الجزائري. وحمل المعرض أيضا، مجموعة هائلة من اللوحات التي رسمها فنانون كوبيون من مختلف الاعمار والتوجهات الفنية، مثل لوحة اديجيوبينيتاز جيمينو الذي رسم امراة مبتسمة تتنعم بمتعة البحر تحت شمس حمراء وامام زرقة البحر الغامقة، أما سلفادور كوراتجي فكانت لوحته مختلفة تماما عن اسلوب اديجيو، إذ تضم مربعا ازرق انفصل إلى جزأين غير متساويين ومتقابلين إلا انهما لو اتحدا فسوف يعودان إلى حالهما السابق، فهل سيفعلان ذلك؟ أما سلفادور كبريرا مورينو، فاختار الحبر ليرسم جانبا واحدا من وجه امراة تظهر فيه عينا واحدة واسعة أما شعرها فكان اشعثا من هبة ريح أم حبا في الحرية؟ بالمقابل، اختار دينيا دي افيليا، الفن الواقعي فرسم طفلا جالسا القرفصاء ينظر إلى السماء المشعة بالنور علها تستجيب لدعواته البريئة، أما زايد ديليريوكاسترو فرسمت بالحبر امراة نائمة تتغطى بازهار مختلفة الألوان وجاءت لوحاتها الاربع الاخرى على نفس الشاكلة مليئة بالحياة والطبيعة أيضا. وكانت المرأة بحق مصدر إلهام الكثير من الفنانين الكوبيين من بينهم أيضا، نلسون دومينغاز سيدينو الذي رسم امرأة تدير وجهها وتلبس ثوبا رماديا وتضع وشاحا أحمر عليها ويظهر أنها مستغرقة بالنظر إلى أمر مهم نجهل كنهه، أما موازي فينالي فجاءت امرأته ملكة تحمل تاجا بين ذراعيها طفلا، مثلما رسم كارلوس غيزمان هرنانديز امرأته ترتدي لباسا ملكيا يغطي جسدها كاملا، في حين اهتم ارنستوغارسيا بينا بجسد المرأة الذي رسمه بدقة عالية وهو ما فعلته أيضا اليثيا ليال فيلوز التي رسمت امراة عارية تجلس على الرمال وتسبح الاسماك فوق رأسها وفي جميع الاتجاهات. ودائما مع اليثيا التي رسمت في لوحة غمرتها بالألوان الساخنة، امرأة عارية الصدر، تنفث النار من فمها وتحمل سيفين وكأنها تستعد للقتال أوبكل بساطة للدفاع عن نفسها أما الفنان يزبال بيراز فرسم امراة واقفة بقوام ممشوق ترتدي فستانا ورديا في غاية الجمال وكانها عارضة ازياء وهوما كانت عليه لوحته الثانية التي ارتدت فيها عارضته هذه المرة، لباسا رماديا. في إطار آخر، اختار كالفين لوباز نييف، أن يرسم الطبيعة في لوحة جميلة مزجت بين الفن الواقعي والتجريدي بتقنية الاركيليك، أما اميليا بيلاز فشاركت في المعرض بعدة لوحات من بينها لوحة “بدون عنوان” وكانت حقا اسما على مسمى حيث ضمت أشكالا هندسية مختلفة بألوان غامقة غلب عليها الاحمر والازرق ويظهر أنها نبتة عجيبة من خيال الفنانة. وضم المعرض أيضا، مجموعة كبيرة من الصور عن زيارة الرئيس بن بلة لكوبا سنة 1962 وكذا زيارة ارنستو تشي غيفارا للجزائر سنة 1963 بالاضافة إلى زيارتيّ الرئيس الهواري بومدين لكوبا سنتيّ 1963 و1974وزيارتيّ الرئيس الكوبي فيدال كاستر وللجزائر سنتيّ1970 و2005 وآخر زيارة للرئيس بوتفليقة لكوبا سنة 2009 وآخر زيارة للرئيس الكوبي راوول كاسترو للجزائر سنة 2009.