أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد العزيز زياري، أن الجزائر قطعت وعلى مر السنوات أشواطا كبيرة في مجال الصحة. مضيفا أن عدد الأطباء الذين تم تكوينهم منذ الاستقلال بلغ 50 ألف طبيب يمارسون حاليا في القطاعين العمومي والخاص مقابل 360 طبيبا كانوا يمارسون في 1962. وأوضح الوزير في السياق أن إنجاز المرافق الصحية والطبية هو الآخر، عرف قفزة استثنائية فيما يبقى مشكل عدم تغطية جميع المستشفيات بالاخصائيين من بين أهم المشاكل التي تعمل الدولة جاهدة على إيجاد حل لها في أقرب وقت ممكن خاصة وأن عدد الاخصائيين يزداد من سنة إلى أخرى. وأشار وزير الصحة، أمس، خلال إشرافه على الافتتاح الرسمي ل«صالون الذاكرة والإنجازات" الذي يندرج في إطار إحياء خمسينية الاستقلال أن الجزائر أصبحت تتوفر على العدد الكافي من الاطباء باستثناء الاخصائيين الذين تسجل الوزارة نسبة قليلة منهم التي ترغب في التوجه إلى بعض المناطق لاسيما منطقة الجنوب، مشيرا في هذا الصدد إلى أن القضية لم تعد قضية بناء مستشفيات وإنما تغطيتها بمختلف التخصصات الضرورية. وأكد زياري في هذا الصدد أن المشكل سوف يحل تدريجيا بعد أن يزيد عدد الاخصائيين كما حصل مع الاطباء العامين قبل سنوات وذلك بالارتفاع المتزايد للاخصائيين المتخرجين في كل سنة. وأشار الوزير، بالمناسبة، إلى أن الدولة لا تتوانى في بذل المزيد من المجهودات لتحسين القطاع ضمانا لعلاج جيد وتكفل صحي وطبي ملائم للمواطن الذي من حقه أن يتطلع إلى تحقيق الافضل في مجال الاستقبال والتكفل والعلاج خاصة وأن الطب في تطور مستمر. ومن هنا تبرز أهمية المطالبة المتزايدة في هذا المجال وواجب الدولة التي من مهمتها العمل على تحقيق المطالب التي يطرحها المواطن. وخلال زيارته لمختلف الاجنحة بالصالون، رفقة عدد من أعضاء الحكومة من بينهم وزيرة التضامن الوطني، السيدة سعاد بن جاب الله، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، ووزير المجاهدين، السيد محمد الشريف عباس، تبادل وزير الصحة أطراف الحديث مع العارضين الممثلين لمختلف المؤسسات والهيئات التابعة لقطاع الصحة، داعيا إياهم لإطلاع المواطنين الزائرين للصالون على أهم الإنجازات والمراحل التي قطعها القطاع منذ الاستقلال ليتسنى لهم معرفة الصورة الحقيقية لقطاع الصحة. وأوضح زياري في هذا الصدد أن معرض "الذاكرة والانجازات" يعتبر فرصة سانحة للمواطن للاطلاع على ما تحقق في الميدان لاسيما فيما يعنيه مباشرة ألا وهي الوسائل والإمكانيات التي تضمن له العلاج الملائم، كما بوسعه الاطلاع على مختلف المخابر والخلايا المكلفة بالكشف عن بعض الأمراض والتكفل بها فضلا عن معرفته للعديد من الأوبئة والأمراض التي تمكنت الجزائر من القضاء عليها نهائيا بفضل سياستها الوطنية للوقاية. وقال وزير الصحة إن النتائج العملاقة التي تحققت لا تعني أنه ليس هناك نقائص بل هي موجودة إلا أنه لا يمكن مقارنة ما كانت عليه الأوضاع بعد الاستقلال بالوقت الحالي، والأرقام المسجلة تؤكد ذلك بوضوح، حيث بلغ على سبيل المثال الأمل في الحياة سن 75 سنة مقابل 50 سنة في سنة 1962 بعد تكوين وإنجاز مرافق ضخمة ما أدى إلى القضاء على العديد من الأمراض والأوبئة كالشلل والديفتيريا.. إلخ، وهي التي أصبح يطلع عليها طلبة الطب في الكتب فقط. وعن الاحتجاجات التي يشهدها القطاع والإضرابات التي تشنها النقابات، قال وزير الصحة إن النقابات وجدت للمطالبة وطرح الانشغالات وعلى الدولة النظر فيها والتكفل بها في حدود الإمكان، مشيرا إلى أن مهنة الطب مهنة حرة وعلى الطبيب الذي لا تليق به الوظيفة العمومية الانتقال إلى الممارسة الحرة. ويتواصل صالون الذاكرة والانجازات الذي يحتضنه قصر المعارض ب«صافيكس" إلى غاية السابع من شهر جويلة الجاري، علما أنه بإمكان الزائر الاستفادة من بعض الخدمات الصحية كقياس نسبة السكر في الدم وكيفية التدخل والإسعاف الأولي وغيرها.