يضرب معرض العسل لزبائنه موعدا كل سنة بساحة حرية الصحافة بالعاصمة، للاطّلاع على آخر ما جاد به النحل من أنواع مختلفة للعسل ومشتقاته برعاية النحّالين، غير أن الملاحَظ هذا العام هو تراجع عدد العارضين نتيجة قلة الإنتاج بسبب الأمطار المتساقطة مؤخرا، وهو ما أفاد به محمود رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعية النحالين، الذي قال إنه رغم قلة الإنتاج بسبب الظروف المناخية غير المستقرة، إلا أن ذلك لم يؤثر على السعر. معرض العسل الذي انطلق يوم 26 جوان ويدوم إلى غاية 7 جويلية، عرف مشاركة 18 نحّالا، وهو العدد الذي تراجع مقارنة بالسنة الماضية، حسب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعية النحالين، الذي قال بأن الطبعة الخامسة عرفت مشاركة 25 مربيا للنحل، حيث أرجع سبب تراجع مشاركة النحالين إلى الاضطرابات المناخية والأمطار التي تساقطت مؤخرا وأدت إلى تبلّل الأزهار؛ الأمر الذي حال دون تمكّن النحلة من الرعي، مما دفع بالنحالين إلى التوجه نحو الجنوب والهضاب العليا عن طريق ما يسمى بعملية ترحيل النحل لتعويض الضرر الذي لحقهم، إلا أن ذلك لم يؤثر على السعر، يقول محدثنا، مؤكدا أن الفيدرالية نبّهت النحالين إلى وجوب التقيّد بالسعر المتفَق عليه من أجل الاحتفاظ بالزبائن والإبقاء على عنصر الثقة؛ حيث قُدّر سعر الكيلوغرام ب 1800 ويصل إلى غاية 3000دج، حسب نوع العسل طبعا، غير أن الأكيد أن سوق العسل سيعرف الكثير من الانتهازيين من المستوردين في ظل نقص الإنتاج، يقول محمود: ”لا بدّ أن تُخضِع الجهات المعنية العسلَ المستورد للتحاليل المخبرية؛ للتأكد من جودته، وحتى نلتزم بتقديم عسل صحي ومفيد للمواطن”. تَحوّل معرض العسل بساحة الحرية إلى عادة حميدة بعد أن ألِف المواطنون زيارته على مدار ست سنوات؛ الأمر الذي دفع الزبائن إلى السؤال عن موعد إقامة المعرض؛ بغية اقتناء عسل حر، يقول محدثنا، موضحا أن العارضين ما إن شرعوا في عرض بضاعتهم حتى التفّ حولهم الناس من مختلف الشرائح العمرية، للسؤال والاستفسار عن الأنواع والأثمان، وهو ما وقفت عنده ”المساء”؛ حيث لاحظت أن البعض راح يبحث عن عسل حر للعلاج، وآخرين يسألون عن الأنواع الجديدة للعسل، فيما راحت النسوة والشباب يسألون عن بعض المراهم الموجَّهة للجانب الجمالي وكذا العلاجي، على غرار كريمات التجاعيد وتبييض البشرة وكريمات ضد حب الشباب من تلك المصنوعة من مادة العسل الحر. لم تأت الطبعة السادسة لمعرض العسل هذا العام بأي جديد خلافا للسنوات الماضية، التي اعتاد فيها النحالون طرح أنواع جديدة من العسل، بل قد نلمس هذا العام غياب بعض الأنواع، يقول رئيس الفيدرالية، لاسيما أن المربين الذين قصدوا الهضاب العليا والصحراء لم يرجعوا بعد. وحول الهدف من المواظبة على تنظيم معرض للعسل، جاء على لسان محدثنا أن الفيدرالية تعمل جاهدة على تقريب النحالين من المواطنين من ناحية، وتمكينهم من استهلاك عسل محلي عن طريق تعزيز ثقتهم بمنتج بلادهم، الذي يُعد من أجود أنواع العسل، ناهيك عن فتح المجال واسعا للتواصل بين المربي والزبون للتعرف على الفوائد المختلفة للعسل واستخداماته المتعددة، إلى جانب تقديم معلومات عن مختلف استخدامات العسل للزبائن الذين يجهلون بعض الحقائق العلمية عن هذه المادة الحيوية. وبحكم أن النحالين يقومون بالبحث العلمي ويخضعون لتربصات وتكوينات، غير أنه يُمنع عليهم لعب دور الطبيب،لاسيما أن بعض المواطنين يسألون المربين عن كيفية العلاج بالعسل في بعض الأمراض التي تُعد من تخصص الأطباء. طافت ”المساء” بأجنحة المعرض، الذي عرف توافداً كبيرا للمواطنين. وعلى العموم، كانت معظم المعروضات متشابهة بمختلف الأجنحة؛ حيث اجتمعت في عسل السدر واللبينة وغيرهما، إلى جانب عرض بعض الكريمات المحضَّرة من العسل والشمع وبعض الأعشاب العطرية الموجَّهة للجانب الجمالي وأخرى للعلاج، كما عُرضت حبوب الطلع والغذاء الملكي. ولدى دردشتنا مع بعض المواطنين أشارت السيدة حورية من العاصمة، إلى مدى إعجابها بالمعرض، الذي قالت إنه يمكّنها من التعرف على مختلف أنواع العسل الموجودة بالجزائر من ناحية، مع اقتناء العسل دون الخوف من إمكانية أن يكون مغشوشا؛ بحكم أن العارضين ليسوا تجارا وإنما مربّو نحل، بينما قال شاب آخر إنه كان بصدد السؤال عن مرهم لعلاج حب الشباب. وراحت النسوة يسألن عن الكريمات التي تؤمّن الحماية للبشرة من حرارة الشمس في فصل الصيف، وتلك المقاومة للتجاعيد.