حط الصالون الثالث للعسل رحاله بساحة الصحافة بشارع حسيبة بن بوعلي، هذه المبادرة التي تتواصل الى 23 من الشهر الجاري يرفع من خلالها المشاركون التحدي لإعادة الاعتبار لهذا المنتوج الوطني الذي يعرف عزوفا من طرف المواطنين بسبب أسعاره المرتفعة من جهة، و عدم الثقة و التشكيك في جودته من جهة أخرى، حيث يقدم هؤلاء عروضا تراعي القدرة الشرائية للمواطنين، في خطوة للترويج لبضاعتهم و التقرب من المستهلك وكذا السعي إلى جعل من هذه المادة غذاء لا يخلوا منه أي منزل. عاد الصالون الثالث للعسل المنظم من طرف الفيدرالية الوطنية لجمعيات النحالين الذي تجري فعالياته من التاسع إلى الثالث والعشرين من الشهرالحالي للتأكيد على أهمية هذه المادة التي فيها شفاء لكل داء، من خلال الترويج لسلعتهم في ظل انعدام أسواق مخصصة لبيع العسل و مشتقاته، بالإضافة إلى التقرب من المستهلك وغرس ثقافة استهلاكها لديه. وحسب ممثل عن منحلة "عسل نحل البراري"من بلدية الأربعاء بالعاصمة، فإن الهدف من مشاركتهم هو بالدرجة الأولى الترويج لمنتوجهم الذي يميزه هذه السنة عسل الكروية وكذا عسل اللباينة وهي العشبة التي تعالج سرطان الدم والجلد حسبما أكده أمركيين مختصين في هذا المجال، وهوالأمر الذي دفعهم- يقول- إلى القيام بهذه التجربة والتي تمكنوا من خلالها الحصول على كمية لابأس بها من عسل اللبانية، بهدف المنفعة ومساعدة المرضى والمصابين على الشفاء، مشيرا أن إدراك الناس للأهمية القصوى لهذا المنتوج تجسدت من خلال الاهتمام والإقبال على اقتنائها من جهة وتلاشي المفهوم الخاطئ الذي كان سائدا في السنوات الماضية والذي يظن من خلاله المستهلكون أن العسل الأسود وحده الفعال لكن الآن بدأ الإقبال على الأنواع الأخرى، مشيرا أن بعض الناس مازالوا يشككون في العسل الذي نقوم بعرضه رغم جودته العالية و أسعاره التنافسية. أما عارض آخر من ولاية البليدة فقال أن منتوج هذه السنة من عسل البرتقال كان شبه منعدم بسبب الأحوال الجوية القاسية التي ضربت الوطن، مضيفا أن هذا المعرض يعتبر فرصة مناسبة من جهة للمشاركين من أجل بيع منتوجهم خاصة وأن العديد منهم يعاني بسبب انعدام أسواق خاصة والتي تلعب دورا كبيرا في تسهيل عملية التسويق، ومن جهة أخرى للمواطنين من أجل الحصول على عسل ذو جودة مضمونة وبأسعار تراعي القدرة الشرائية لهم، فعسل السدر مثلا تباع فيه ب2800 دج وعسل الكروية ب 3000 دج. يجد الزائر لهذا المعرض أجوبة لجميع التساؤلات التي تتبادر إلى ذهنه حول هذا المجال الذي يثير الفضول، حيث يقدم العارضون شروحات وافية وكافية حول مختلف أنواع العسل التي جعل الله سبحانه وتعالى منها ألوان كثيرة و كل واحدة موجهة لشفاء مرض من الأمراض، ناهيك عن عرض مطويات وكتب تتحدث عن عالم النحل الذي يتميز بالتنظيم الدقيق، غير أن قلة الإقبال في الأيام الأولى من المعرض أثار استياء بعض المربين، حيث اقترح أحدهم تغيير موعد تنظيمه كون المواطنين يرفضون الخروج في فترات الحرارة الشديدة من جهة و كذا توجه العديد منهم لقضاء العطلة خارج العاصمة، وعليه يقول محدثنا أن فصل الخريف الفترة المناسبة لتنظيمه نظرا للإقبال الكبير على هذه المادة والذي يرتبط استهلاكها بنزلات البرد القاسية وتعتبر الدواء الذي يلجأ إليه الكثير من المواطنين. أما مشاركة من مؤسسة الونشريش فأكدت أن مربوا النحل يواجهون صعوبات كبيرة في هذه المهنة، وهو ما يجعل أسعار هذا المنتوج مرتفعة خاصة إذا تعلق الأمر بعملية الترحيل من منطقة إلى أخرى والتي تحتاج إلى تكاليف كثيرة من أجل كراء الأرض من جهة ووضع حراس لها، مشيرة إلى أن الدولة تقدم لهؤلاء الدعم اللازم غير أنها رغم إمكانية قيامها بطلب إلا أنها تفضل العمل بإمكانياتها الخاصة، أما أكبر مشكل يواجهه النحال هو التسويق لذا فهي تطالب السلطات المعنية تخصيص فضاءات لتسويق المنتوج من أجل توسيع دائرة استهلاكه وتخفيض أسعاره ويصبح موجود في جميع المنازل مثل باقي المواد الاستهلاكية الأخرى. و للباحثين عن الجمال أيضا نصيب في هذا المعرض الذي ضم أيضا السيدة شندوح القادمة من بلدية سحاولة والمتخصصة في صناعة مواد تجميلية من العسل، حيث تعرض هذه المشاركة عصارة أبحاثها في هذا المجال والتي تجسدت في مجموعة من الكريمات الموجهة لعلاج عدة أمراض جلدية كحب الشباب والحروق والإكزيما والفطريات وكذا التجاعيد، و تعتمد في ذلك -تقول- كمادة أولية على شمع العسل الذي تقوم بمزجه مع أعشاب طبية أخرى لتحصل على مرهم أثبت فعاليته في علاج عدة أمراض علما أن تلك المنتجات حاصلة على شهادة من وزارة الصحة ومراقبة النوعية وتتراوح أسعارها ما بين 200 و250 دج.