تتواصل فعاليات معرض العسل، ببلدية بوزريعة والذي انطلق يوم 5 جانفي إلى غاية 12 من الشهر الجاري من تنظيم جمعية »تنمية النحالين بمتيجة«، حيث شهدت المبادرة إقبالا من طرف الزوار الذين استفادوا من إرشادات وتوضيحات العارضين والمختصين في تربية النحل،الذين قدموا من ولايتي البليدة وتيبازة للتعريف بمادة العسل وفوائدها الكثيرة. أكدت نعيمة حاج محمد، مديرة الشؤون الاجتماعية ببلدية بوزريعة، أن معرض العسل في طبعته الرابعة يعرف إقبالا كبيرا من قبل الزوار وهو دليل على أن ثقافة استهلاك العسل ترسخت لدى المواطن الجزائري، خاصة وأن المعرض فرصة لاكتشاف فوائد العسل وبعض المراهم الطبية والمواد التجميلية الذي يدخل العسل في صناعتها. وأشارت محدثنا، إلى أنه يشارك في المعرض 17 عارضا من ولايتي البليدة وتيبازة، الذي سبقدمون ارشادات الزوار، كما أنه سيتم تنظيم على هامش الصالون عدة محاضرات يلقيها دكاترة مختصين في تربية النحل وذلك بالثانويات التابعة للبلدية. من جهته قال عبد المجيد بوشارب، طبيب وباحث في فوائد منتوجات الخلايا، ومنخرط بجمعية تنمية النحالين بمتيجة منذ تأسيسها سنة 1989 أن الغاية من تنظيم معارض العسل هو احتكاك العارضين فيما بينهم، إضافة إلى غرس ثقافة استهلاكية لمادة العسل، كما نعمل- يقول-على مراقبة الأسعار وكذا نوعية العسل، إلى جانب إلقاء محاضرات نشرح فيها للحضور كيف يتم صنع العسل والغذاء الملكي. اقتربنا من بعض العارضين، منهم جناح كربيش منور وأبنائه من ولاية البليدة، حيث اعتبر الابن عبد النور أن مشاركته في هذا المعرض كانت من أجل تشجيع المواطنين على جعل هذا المنتوج من العادات الاستهلاكية، لما فيه من فوائد لجسم الإنسان ويعالج العديد من الأمراض، إلى جانب إيصال هذه المادة مباشرة من المنتج إلى المستهلك بأقل تكلفة مضيفا أن الأسعار تختلف حسب النوعية، لكن عسل السدرة يعرف إقبالا كبيرا. وجهتنا الثانية كانت مربي النحل أحمد سونة، حيث قال الابن يوسف أنه عرض مجموعة من أنواع العسل كالسدرة الذي يلقى إقبالا كبيرا من طرف الزوار بسبب مكوناته الغنية، حيث يعالج اضطراب الجهاز التنفسي كالسعال، الربو، أمراض الحنجرة والتهاب الأمعاء كما أنه مغذي للعضلات ومحفز للجهاز المناعي، إلى جانب أنواع أخرى كعسل الكاليتوس، البرتقال اللبينة وعسل الزعتر وغيرها ويحرص في كل مرة على تقديم كمية من العسل للزوار من أجل التذوق لمعرفة إن كان العسل طبيعيا أم لا. بوتوشنت اسماعيل، هو الآخر مربي النحل قادم من ولاية تيبازة، أكد لنا أن الهدف من المشاركة هو الاقتراب من المستهلك من أجل التعريف بمختلف أنواع العسل التي تزخر بها البلاد، مؤكدا أنه من بين مؤسسي معارض العسل على المستوى الوطني، أين شارك في العديد من الصالونات على غرار ولاية البليدة، سيدي بلعباس، قسنطينة والعاصمة. وتحدث بوتوشنت، عن المشاكل التي تواجه النحالين خاصة منها عدم وجود أماكن لوضع النحل ما يؤدي حتما إلى سرقة الخلايا، إلى جانب التداوي العشوائي لبعض الفلاحين والذي يتسبب في هلاك النحل، مطالبا بتنظيم أيام تحسيسية لتوعية الفلاحين. وأثناء جولتنا في المعرض، شدنا منظر الشموع المعروضة بجناح بوشارب فائزة التي جاءت مشاركتها تمثيلا لولاية البليدة، وحسبها فمنذ أكثر من 10 سنوات وهي تشارك في مثل هذه المعارض، حيث تتقن عملية التطريد وجمع حبوب الطلع والغذاء الملكي، إلى جانب ترحيل النحل من مناطق لأخرى رغم المخاطر التي تواجهها كامرأة في الميدان. وبخصوص الكريمات التي كانت معروضة بجناحها، قالت محدثتنا أنها مراهم مصنوعة من الشمع والخاصة بمقاومة التجاعيد وترطيب البشرة، والتي تلقى إقبالا كبيرا لانخفاض أسعارها . أما بالنسبة إلى سليمي نعيمة القادمة من ولاية تيبازة والتي مثلت مؤسسة سليمي لتربية النحل، تنشط في المجال لمدة 40 سنة، والتي تنتج أكثر من 10 أنواع من العسل منها طرود النحل، الخلايا والملكة الملقحة وغيرها، فأوضحت أن المعرض استقطب العديد من الزوار الذين قدموا لشراء هذه المادة إلى جانب الاستفادة من توضيحات المنتجين حول مادة العسل التي أصبحت تصنع به الكريمات وصابون ومراهم التجميل للقضاء على مشاكل البشرة. وتأمل ضيف الله نورة، طبيبة بيطرية ونحالة مبتدئة أن تكرر مثل هذه المبادرات خارج العاصمة وذلك قصد تقريب المستهلك من المنتجين وفي نفس الوقت خلق فضاء يشجع مربي النحل على تبادل الخبرات والاحتكاك ببعضهم البعض لرفع مستوى الإنتاج الوطني وبالتالي نشر ثقافة استهلاك العسل لدى الجزائريين.