ترفض الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف أن تظل لوحاتها حبيسة بيتها، بعد أن كانت كالعروس تزّين الأروقة والفضاءات الفنية، ولذلك تقوم حاليا بعرض 31 لوحة من أربعة معارض سابقة أقامتها بين سنتي2007 و2011 برواق عسلة حسين إلى غاية الخامس من شهر جويلية الجاري. أطلقت جهيدة هوادف نداء عبر ”المساء” لإعادة إحياء اللوحات الفنية التي سبق وأن شاهدها الجمهور في المعارض، عن طريق عرضها الدائم في المتاحف والمؤسسات العمومية والخاصة، مشددة على أهمية إنشاء ورشات فنية لفنانين يقومون بإنجاز أعمالهم على الملأ ويحتكون بالجمهور. ودعت جهيدة الحكومة الجزائرية إلى إنشاء سوق للفن التشكيلي من خلال شراء أعمال الفنانين وعرضها الدائم في المؤسسات العمومية، فضلا عن الشركات الخاصة ذات المداخيل الكبيرة التي يمكنها أيضا اقتناء هذه الأعمال وعرضها أمام الجميع، حتى يتسنى للمواطن البسيط أن يحتك بالأعمال الفنية. واختارت جهيدة بعض اللوحات من معارضها السابقة وهي ”شجرة”، ”أرسمك تعانقني، أعانقك ترسمني” و”الطبيعة الميتة”، إضافة إلى لوحات شاركت بها في معارض جماعية، وقالت إن انتقاءها هذا لم يكن عشوائيا، بل مس بالدرجة الأولى اللوحات التي لها علاقة بروح معرضها، إلى جانب لوحات تنتمي إلى المجموعات السابقة، إلا أنها لم تنل حظها في العرض بسبب ضيق الأروقة. واعتبرت جهيدة الفن التشكيلي ميّتا في الجزائر مقارنة بالفنون الأخرى، مثل الموسيقى، قائلة إن الفنان التشكيلي مطالب دائما بالجديد، لكن هل يمكن أن ينجز أعمالا جديدة وهو لا يدري ماذا يفعل باللوحات القديمة؟ وماذا عن المعاناة من قلة الإمكانيات التي تدفع به أحيانا إلى اليأس والتخلي عن العمل الفني نهائيا. وعرضت جهيدة برواق ”عسلة حسين” 31 لوحة، من بينها لوحات لم تعرض من قبل، مثل ”تشجير مسرحي”، ”مستحيل اثنين من دون ثلاثة” ولوحات أخرى تنتمي إلى مجموعة ”الطبيعة الميّتة”، وقد جاءت خلفية لوحاتها باللون الأسود، أما مواضيعها فحملت في معظمها رسومات لفاكهة شهية تبلل الريق في هذا الحرّ، كما انتقت لوحات من معرضها ”شجرة” مليئة بألوان الطبيعة البهية المرسومة بيد الخالق المحب للجمال، مثل لوحتيّ ”إشعاع أزرق” و”احمرار محتدم”، أما لوحات معرض ”أرسمك تعانقني، أعانقك ترسمني” فاختارت لوحات ”خلف المشربية”، ”الملجأ” و«عطر الجلد والخشب”، إذ تظهر فيها شخصيات جهيدة المتعارف عليها، والتي تحمل أعناقا طويلة، عينين كبيرتين وترتدي ألبسة تملأها الألوان والأزهار. وعرضت الفنانة أيضا لوحات شاركت بها في معارض جماعية، تظهر أنها مختلفة جدا عن أعمال جهيدة من حيث الأسلوب التجريدي، وفي هذا تقول إن الفنان يمر بعدة مدارس فنية حتى يجد أسلوبه الخاص، في المقابل استعملت الفنانة التقنية المختلطة المبنية على العديد من المواد في لوحة واحدة، مثل القلم، الغوانش، الأركيليك وغيرها في المعرض الذي أطلقت عليه تسمية ”إحياء” أو ”إعادة”، رمز لوجوب إعادة الحياة للوحات التي تم عرضها.