انطلاق الأسبوع الثقافي بين بلدية الجزائر الوسطى والعيون المحتلة افتتح مساء أمس، بساحة البريد المركزي بالعاصمة، الأسبوع الثقافي والأخوي بين بلدية الجزائر الوسطى ومدينة العيون الصحراوية، ضمن التوأمة التي دأبت البلديتان على إقامتها سنويا منذ سنة 2004، وهو تاريخ التوقيع على أول توأمة بين البلديتين، لتصل اليوم عامها العاشر الذي يتزامن والاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية والاستقلال. وتستمر هذه التظاهرة أسبوعا كاملا من العروض الثقافية، قبل أن تختتم بإطلاق القافلة التضامنية التي تتضمن كميات من المواد الغذائية والطبية المتوجهة نحو الأراضي الصحراوية المحتلة بمناسبة شهر رمضان. وتشكل هذه التظاهرة الثقافية فرصة لتحريك الرأي العام الدولي حول القضية الصحراوية ومعاناة الشعب الصحراوي، الذي يتطلع للاستقلال والحرية كبقية شعوب العالم، حسب والي ولاية العيون، السيد حامة بونية، الذي وصف الحالة التي يعيشها الشعب الصحراوي خاصة في الأسابيع الأخيرة بالسيئة، حيث صعد الاحتلال المغربي من حملاته القمعية تجاه الصحراويين، الذين حققت قضيتهم مؤخرا انتصارا دبلوماسيا بعد الحراك الذي تعرفه المنطقة، بسبب توافد هيئات ومنضمات دولية كبيرة للوقوف على معاناة أهل المنطقة والمطالبة بتسريع حل قضيتهم. ويضيف والي العيون المحتلة، أن هذا الأسبوع يتضمن معرضا للصناعات التقليدية والصور التي تعبر عن معاناة الصحراويين من إعداد رسامين وحرفيين صحراويين، بالإضافة إلى فرق موسيقية تضم في مجملها نحو عشرة فنانين، سيتكفلون طيلة هذا الأسبوع بالتعريف بثقافة الشعب الصحراوي، في إشارة إلى أن هذا الشعب له تاريخ وتراث يفخر به يعرف به العالم، وبالتالي دحض الادعاءات المغربية التي تعتبر المنطقة جزء من أراضيها وثقافتها. ومن جهته، عبر رئيس بلدية الجزائر الوسطى، السيد عبد الحكيم بطاش، عن تضامن الجزائريين مع القضية الصحراوية. مشيرا إلى أن التظاهرة رسالة واضحة، إلا أنّ الشعب الصحراوي ليس وحده وأن أرض الأحرار لن تتخلى عنها، موضحا أنّ له في تاريخ ثورتنا التحريرية وأبطالها مثالا وأسوة للاقتداء بها. مضيفا أن موقف الجزائر الداعم للقضية الصحراوية، يقابله دعم شعبي يتمثل خصوصا في المساعدات التي ستحملها القافلة التضامنية المتجهة إلى الصحراويين عشية حلول شهر رمضان. وعرف انطلاق الأسبوع الثقافي إقبالا شعبيا كبيرا، حيث استمتع سكان العاصمة بمختلف العروض الفلكلورية التي أدتها فرق الخيالة الجزائرية وكذا فرق الغناء الشعبي الصحراوي، كما اطلع المواطنون على معارض للصور وعرض منتجات حرفية تمثل الموروث التقليدي للشعب الصحراوي. للعلم، فقد تقدمت بلدية الجزائر الوسطى العام الماضي بهبة لبلدية العيون، تمثلت في بناء مدرسة ابتدائية، يجري حاليا إنجازها لأبناء الصحراويين المحرومين من أبسط حقوقهم وهي التعليم والصحة، في ظل استمرار الاحتلال المغربي.