تشهد العاصمة الليبية طرابلس ومختلف مدن البلاد الأخرى اليوم، مظاهرات عارمة، يطالب المشاركون فيها حكومة علي زيدان بإزالة كل مظاهر التسلح التي تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بالنظام السابق وانعكست سلبا على استقرار البلاد. وبدأت الاستعدادات حثيثة منذ أيام لتنظيم هذه المظاهرات، التي تهدف أيضا لرفض مشاركة الأحزاب في العملية السياسية قبل صدور الدستور الجديد. وكانت حركة "تجمع 17 فيفري"، أول من دعا إلى تنظيم هذه المظاهرات التي استمدت تسميتها من تاريخ انطلاق النزاع المسلح الذي أطاح بنظام معمر القذافي. وأكدت الحركة، أن أطفالا من مدينة طرابلس سيشاركون في المظاهرة الرئيسية التي ستنظم تحت شعار "لا لإرهابنا.. نعم للنهوض بنا" بميدان الشهداء بقلب العاصمة. وأضافت أن المتظاهرين سيطالبون بتحقيق الأمن، من خلال تطبيق قرار المؤتمر العام القاضي بحل المليشيات المسلحة واحتواء مظاهر فوضى السلاح التي لا تهدد فقط استقرار ليبيا بل كل المنطقة. وتزامنت الدعوة للتظاهر، مع إعلان حركة سياسية شبابية ليبية أطلقت على نفسها اسم "رفض" في أول بيان لها عن وجودها، مشيرة إلى أن أهدافها تكمن في تصحيح مسار الثورة والإسراع ببناء دولة القانون والمؤسسات. وفي أول موقف لها على الأحداث الجارية في ليبيا، أكدت الحركة رفضها لأي قانون" يفرض بالقوة وتحت تهديد السلاح" ولا حتى كيان عسكري خارج جهازي الشرطة والجيش وهيمنة لأي فصيل سياسي على الحياة السياسية. كما هددت بالنزول إلى الشارع في حال عدم الاستجابة لمطالبها، وإنهاء كل الاستحقاقات خلال الأربعة أشهر المتبقية من عمر المرحلة الانتقالية. وتأتي هذه الاستعدادات، في وقت قرر فيه حزب العدالة والبناء ثاني أكبر تكتل حزبي في البرلمان الليبي تعليق مشاركته السياسية بالبرلمان والحكومة، ومنح الحرية لأعضائه العمل كمستقلين. وشدد محمد صوان رئيس الحزب في بيان أصدره، التأكيد على أن قرار الحزب جاء من أجل "مراعاة حساسية المرحلة وحفاظا على الاستقرار والسلم الاجتماعي ونزع فتيل أي أزمة قد تهدد وحدة الوطن". وكان تحالف القوى الوطنية الذي يشكل التكتل الأكبر في البرلمان الليبي، أعلن الخميس الماضي تعليق مشاركته في أعمال البرلمان، باستثناء أعمال إتمام قانون انتخاب لجنة الستين التي أوكلت لها مهمة صياغة الدستور الجديد. واعتبر التحالف في بيان كافة القرارات التي أصدرها البرلمان "غير دستورية" لأنها لم تستكمل النصاب القانوني. من جهة أخرى، اهتزت مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا مجددا، على وقع انفجار عنيف تسبب في إحداث أضرار بليغة بالمباني وواجهات المحالات المحيط به دون وقوع ضحايا. وبينما رفضت أي جهة أمنية الإدلاء بأية تفاصيل حول هذا الانفجار وأسبابه، اكتفت مصادر إعلامية بالقول بأنه وقع بمنطقة حي المهاجرين والحدائق. وتشهد مدينة بنغازي أوضاع أمنية غير مستقرة، بالإضافة إلى عدد من الحوادث الأمنية المتنوعة من الاغتيالات والسيارات المفخخة واستهداف الدبلوماسيين الأجانب، والتي كان أحدثها استهداف سيارة القنصل الإيطالي في بنغازي هو وزوجته من قبل جماعة مجهولة، وخروجه من ليبيا إلى تونس في حماية أجهزة الأمن الليبية.