دخلت العائلات في سباق مع الزمن لاقتناء ملابس العيد قبل حلول الشهر الفضيل بأيام وأشهر أيضا، إلا أن فئة أخرى فضّلت اقتناءها في هذه الأيام للاستمتاع بموديلات جديدة، تعمّد التجار تخزينها إلى حين اقتراب موعد عيد الفطر المبارك للاستفادة أكثر من فوارق الأسعار. تشهد أسواق الملابس حالة من الرواج والانتعاش ليلا ونهارا بمناسبة اقتراب عيد الفطر؛ حيث بدأت العائلات تتوافد على الأسواق لاكتمال فرحة العيد بألبسة جديدة ومشاركة الكبار والصغار فيها رجالا ونساء. وتشهد محلات الملابس والإكسسوارات والأحذية حالة من الازدحام الخانق عند اقتراب العيد. تقول أسماء أم لطفلتين صغيرتين، إن شراء الألبسة بأسابيع قبل حلول العيد، يعطي مزيدا من حرية اختيار ما يناسب الأذواق من حيث المقاسات والموديلات المختلفة، خاصة أن هذه المحلات تشهد مع اقتراب الموعد ازدحاما كبيرا لا يمكن معه الاختيار أو القياس بكل راحة. ويؤكد أصحاب محلات ملابس تحدثوا إلى “المساء”، إقبال العديد من المواطنين على شراء ملابس العيد مبكرا وعلى غير العادة؛ تجنبا للازدحام وارتفاع الأسعار. وبدأت العديد من محلات الملابس الجاهزة في رفع وتيرة استعداداتها وتحضيراتها مع بدء العد التنازلي لحلول عيد الفطر، بعرض بضائع وموديلات جديدة، وإقامة العروض على البضائع لديها من مختلف الألوان، خاصة النسائية، التي تعرف نشاطا وتنوعا منقطع النظير؛ إذ يبدو أن التاجر اليوم وُفق في تلبية الرغبات المتزايدة لهذه الفئة مع ترويج لمختلف الصيحات واقتنائها من مختلف الدول، على غرار تركيا وإسبانيا والصين، لإعطاء الزبائن الخيار في الموديلات والخامات ومختلف الألوان التي غطت واجهات المحلات؛ من الأزرق السماوي والأخضر والبرتقالي والأصفر.. إلى جانب تعدد الأسعار.
غياب الملابس السورية.. وغزو التركية عبثت الأوضاع السيئة التي يمر بها البلد الشقيق سوريا، بتجارة الألبسة التي كانت تلقى رواجا لاسيما في فترات الأعياد والمناسبات، إلا أن هذه الأخيرة أصبحت أسعارها تتزايد، ما فسره التجار بتوقف استيراد الألبسة وتوقف مجمل معامل سوريا عن النشاط، فثمن فستان سوري عادي أصبح لا يقل عن 5000 دينار جزائري، واختفت مجمل الألبسة السورية للأطفال، التي اعتدنا رؤية العائلات تتهافت عليها في الأعياد؛ نظرا لسعرها المناسب وجودتها مقارنة بالألبسة الصينية، إلا أن التجار وجدوا البديل؛ حيث ظهرت، بالمقابل وبقوة، الألبسة التركية في مختلف التصنيفات؛ سواء للأطفال أو النساء وحتى الرجال، وأصبحت معظم المحلات تعج بالمنتجات التركية لكنها ليست في متناول الجميع، فثمن لباس طفلة عمرها 3 سنوات يتجاوز 4000 دينار، وثمن طقم لطفل عمره سنة يقدّر ب 5000!
ملابس الصين بديل الملابس المستعمَلة لهذا العيد أدى قرار منع استيراد “الشيفون” إلى تقليص هذا النوع من التجارة، التي كانت تعرف نشاطا فعالا مع الأعياد من العائلات محدودة الدخل، إلا أن تراجع هذه التجارة فتح المجال أمام توسع الاستيراد الصيني، الذي يتميز هو كذلك بانخفاض الأسعار ولا يتميز بالجودة والنوعية المطلوبة إلا أن أسعاره المغرية وجد فيها الكثيرون ضالتهم رغم بقائها محل انتقاد من قبل المجتمع، الذي أصبح أكثر وعيا بأمور الموضة وجودة الملابس، حيث تمكن المارد الصيني من إدخال منتجات صينية مقلّدة لماركات عالمية ومقلّدة أيضا لموضة هذا الصيف، فثمن سروال صيني من الجينز يقدّر ب1200 دينار، وثمن قميص على الموضة يقدّر ب800 دينار، أما ثمن حذاء رياضي للفتيات من المنتجات الصينية فهو لا يزيد عن 500 دينار.