شدد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أول أمس، على ضرورة استرجاع ولاية تيارت لطابعها الفلاحي وإعطاء الأولوية لهذا القطاع بمختلف فروعه، وأعلن عن سلسلة من إجراءات الدعم التي خصتها الحكومة لهذا المجال، على غرار تعزيز إمكانيات السقي وتخزين الحبوب وتوزيع الأراضي الفلاحية على الشباب، معلنا في سياق متصل عن إعادة بعث القاعدة الصناعية ”بوشقيف” من خلال إطلاق مشروعي مصنع تركيب السيارات، ومصفاة تكرير البترول. وذكر الوزير الأول، خلال لقائه بممثلي المجتمع المدني لولاية تيارت، بمناسبة زيارته الميدانية التي قام بها أول أمس إلى هذه الولاية، بأن ولاية تيارت كانت تعرف في السابق بتفوقها في مجال الإنتاج الفلاحي، حيث ظلت تحتل الصف الأول في مجال إنتاج الحبوب بمعدل 5 ملايين قنطار في السنة، فيما كانت تحتل المرتبة الثالثة وطنيا في مجال إنتاج البصل والثوم، مع اشتهارها أيضا بتربية المواشي وإنتاج اللحوم، والذي شكل حسبه الدافع الأساسي لدعمها بمطار ”بوشقيف” الذي أنجز خصيصا لتعزيز مجال تصدير اللحوم بالولاية. وفيما أشار إلى أنه من الضروري أن تسترجع تيارت مكانتها المرموقة في قطاعي الزراعة والصناعة ولاسيما من خلال توجيه الشباب نحو ترقية الفروع الاقتصادية الناجعة، أكد السيد سلال دعم الحكومة الكامل للولاية من أجل بلوغ هذه الغاية، وذلك بإقرارها سلسلة من القرارات الكفيلة بدعم قدراتها الفلاحية والصناعية والتغطية على النقائص التي يعاني منها هذان القطاعان.
برنامج 35 مخزنا للحبوب ينهي مشكل التخزين بتيارت وطمأن السيد عبد المالك سلال منتجي الحبوب بولاية تيارت ومعهم باقي منتجي هذه المادة على المستوى الوطني، حول مشكل التخزين الذي يؤرقهم، والذي يتسبب في تقليص الوفرة على مستوى السوق الوطنية، وذكر بالبرنامج الواسع الذي تم إطلاقه من قبل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والديوان الجزائري المهني للحبوب لتهيئة 35 مخزنا عبر عدد من ولايات الوطن، والذي ستتكفل بإنجازها المؤسسة المختلطة التي تم التوقيع على عقد إنشائها خلال الأيام الماضية بين مؤسسة ”باتيميتال” والمؤسسة الايطالية ”بورغي”، مشيرا إلى أن ولاية تيارت التي تحتل ريادة ولايات الوطن في إنتاج الحبوب ستستفيد في إطار هذا البرنامج من مخزنين بطاقة تخزين مليوني قنطار. فبعد أن لاحظ بأن مشكل تخزين الحبوب جاء ضمن قائمة الانشغالات الكبرى التي عبر عنها ممثلو المجتمع المدني، قال السيد سلال مخاطبا منتجي الحبوب بالولاية بأن مشكل التخزين يمكن اعتباره قد حل بفضل هذا البرنامج الطموح الذي سيرفع من القدرات الوطنية لتخزين الحبوب، على المستوى الوطني، وعلى مستوى ولاية تيارت التي ظلت إلى زمن غير بعيد تصنع فخر الجزائر في إنتاج عدة أنواع من الحبوب كالقمح والشعير والحمص والعدس، داعيا بالمناسبة فلاحي الولاية إلى استعادة مجد هذه الأخيرة في المجال الفلاحي، بالعودة إلى الاهتمام أكثر بالأرض ومضاعفة الإنتاج الوطني من المنتجات التي اشتهرت بها في السابق سواء تعلق الأمر بالحبوب أو بالبصل والثوم.وبعد أن دعا سكان الولاية وخاصة شبابها إلى الإيمان بالوطن وبقدراته، أعرب الوزير الأول عن يقينه بأن ولاية تيارت يمكن أن تصبح موردا حقيقيا للجزائر وتحقق اكتفاءها الذاتي في المواد الفلاحية التي تشتهر بإنتاجها.
توزيع 50 ألف هكتار على الشباب ودعم إمكانيات السقي وبالمناسبة، أعلن السيد سلال عن توزيع 50 ألف هكتار من الاراضي الفلاحية على شباب ولاية تيارت، مشيرا إلى أن هذا القرار سيدخل حيز التطبيق بعد شهرين أو ثلاثة أشهر على أقصى تقدير، لاستغلالها في الزراعة وتربية المواشي.كما أكد تكفل الدولة بمشكل نقص التزويد بالمياه ببعض مناطق الولاية، ولاسيما ب«الشط الشرقي”، وذلك من خلال ربط هذه المناطق بمشروع تحلية مياه البحر لمرسى الحجاج بوهران، مشيرا إلى أن استغلال كميات من هذه المياه في سقي المساحات المزروعة بالحبوب سيسمح بمضاعفة الإنتاج مرتين.
مصنعا السيارات وتكرير البترول يبعثان المنطقة الصناعية لبوشقيف ولدى تطرقه إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لدعم القاعدة الصناعية لولاية تيارت، أكد السيد عبد المالك سلال أن مشروع صناعة السيارات بتيارت والذي كان بمثابة الحلم الذي يراود سكان الولاية والجزائريين عامة، أصبح اليوم حقيقة مع إنشاء مشروع صناعة السيارات، بشراكة جزائرية-ألمانية-إماراتية، مشيرا إلى أن هذا المشروع الذي سينطلق في أفريل أو ماي 2014 بالمنطقة الصناعية ”بوشقيف”، لإنتاج أولى المركبات الجزائرية مع العملاق الألماني ”مرسيدس” من نوع رباعي الدفع وكذا السيارات السياحية، سيسمح باستحداث 1000 منصب شغل في مرحلة أولى، ليرتفع العدد مع توسع نشاطه إلى 3000 عامل في غضون سنة 2017.كما أعلن الوزير الاول عن انطلاق تجسيد مشروع مصفاة تكرير البترول بالمنطقة الصناعية المذكورة، وأوضح في هذا الصدد بأن وزارة الطاقة والمناجم التي استكملت مؤخرا الدراسات المرتبطة بالمشروع، تعتزم الشروع في أشغال هذه المصفاة التي تنتج 5 ملايين طن، قبل نهاية العام الجاري، مؤكدا بذلك بأن إطلاق مشروعي مصنع السيارات ومصفاة تكرير البترول سيعيدان الروح للمنطقة الصناعية لبوشقيف، ويسمحان لولاية تيارت بشكل عام باسترجاع قاعدتها الصناعية، ويمكنان شبابها من الاستثمار في المجال الصناعي الذي يعتبر إلى جانب القطاع الفلاحي، رافدا من روافد التنمية الاقتصادية بالولاية.