تشهد الأسواق الشعبية في العاصمة إقبالا كبيرا من قبل المواطنين هذه الأيام مع قرب حلول عيد الفطر المبارك لشراء حاجاتهم من الملابس واللوازم الضرورية لحلويات العيد. ويمكن لمس تلك الاستعدادات في حركة الأسواق وكثافة التردد عليها رغم حرارة الجو. والملاحَظ أنه أمام غلاء أسعار الملابس إلا أن مواد صنع الحلويات سجلت استقرارا في أسعارها هذه السنة. تعيش محلات بيع لوازم الحلويات حالة استنفار هذه الفترة من شهر الصيام لتلبية الطلب المتزايد على تلك اللوازم. وحسب إفادة بعض التجار فإنه من المتوقع أن يرتفع الطلب على قائمة طويلة من مواد صناعة الحلويات التقليدية؛ احتفالا بعيد الفطر المبارك بما تقتضيه التقاليد، حيث يُتوقع أن يفوق عتبة 100 بالمائة، حسب قول أحد التجار خاصة في اليومين الأخيرين قبيل العيد، بما يقتضي من التجار تموين دكاكينهم لأكثر من مرة. كما يُرتقب ازدياد الطلب على الحلويات التقليدية الجاهزة؛ نظرا لإقبال بعض ربات الأسر المتزايد على تلك الأصناف؛ رغبة في التنويع أو بسبب ضيق الوقت، خاصة أن محلات الحلويات اليوم تعرض تشكيلة واسعة من الحلويات الجزائرية والمشرقية الرائعة شكلا ومذاقا. والملاحَظ استقرار أسعار بعض لوازم صناعة الحلويات؛ حيث لم تشهد أي ارتفاعات خلال الموسم الحالي، حسب التجار دائما، الذين أشاروا إلى أن الارتفاعات التي طرأت على أسعار السكر خلال الفترات السابقة لم تؤثر على تجارتهم؛ نظرا لتوفر المنتوج بالسوق المحلية بكميات كبيرة، وهو ما انعكس على استقرار الأسعار، وكذلك الحال بالنسبة للكاوكاو (الفول السوداني) والبيض والزبدة والعسل وجوز الهند وغيرها من الحاجيات. والملاحَظ اختلاف أسعار هذه المواد من محل لآخر، وذلك تبعا “لمزاجية” التاجر نفسه! ففي وقت يعرض أحدهم اللوز بسعر 1050 دج يعرضه آخر ب 1500 دج، وثالث ب 980 دج. وإذا استفسرت يقال لك إن اختلاف السعر يعود لاختلاف نوعية اللوز وحجم حباته، إلا أننا لاحظنا تشابها بل تطابقا في السلعة المعروضة؛ ما يعني أن المزاجية تلعب دورا هنا في تحديد سعر المنتوج وكذلك أهميته ودرجته ضمن مواد صنع الحلويات. وازداد الطلب على مستلزمات حلويات العيد؛ ما انعكس على حجم المبيعات بزيادة تقدّر ب 60% مقارنة بالأيام العادية، مثلما يؤكد تاجر من سوق عمار القامة بساحة الشهداء، موضحا ارتفاع بعض أسعار السلع بنسب متفاوتة ما بين 30% و60%، بينما حافظ بعضها الآخر على استقراره على غرار الزبدة والبيض والعسل والفواكه المجففة والسكر والأكياس الورقية... ويتوقع التجار، في أحاديثهم إلى “المساء”، أن تزداد وتيرة الطلب على شراء لوازم الحلويات بنسب أعلى خلال اليومين الأخيرين؛ تزامنا وقرب حلول عيد الفطر، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن التهافت الكبير لأرباب الأسر على تلك المواد، يجعلهم يموّنون محلاتهم مرتين على الأقل، مؤكدين أنهم يعوّضون كساد تجارتهم خلال الأيام الأوائل من الشهر الفضيل. من جهته، يعترف صاحب محل خاص لبيع لوازم الحلويات، بأن أسعار هذه اللوازم هذه السنة مرتفعة جدا مقارنة بالعام الماضي بالنسبة لبعض المواد، وسجلت استقرارا في مواد أخرى، فمثلا سعر الكيلوغرام من الفول السوداني مستقر في حدود 350 دج، وسعر جوز الهند أيضا استقر في حدود 400 دج، في وقت وصل إلى 800 دج العام الماضي، المايزينة (أو النشا) مستقرة هي الأخرى في عتبة 100 دج فقط للكلغ، أنواع الزبدة في حدود 110 دج. والمسجَّل زيادته أسعار اللوز مثلما أشرنا إليه سابقا، إضافة إلى الفستق الحلبي الذي وصل الكلغ منه إلى 2400 دج، ويقارب سعر كلغ من الجوز 1700 دج، وهي زيادات خيالية غيرت من موازين الشراء؛ بحيث طفت على السطح عادة شراء كميات من تلك المواد وفقا لسعر محدد مسبقا من طرف الزبون، لا يتعدى في الغالب 200 دج، حسب المتحدثين.