تشارف العطلة الصيفية على الانقضاء، وها هي الأسر الجزائرية تستعد لاستقبال موسم دراسي جديد بتحديد الأولويات من المستلزمات الدراسية؛ حيث دخلت العديد من العائلات الجزائرية في زحمة تسوّق جديدة؛ بحثا عن اللوازم المدرسية، وهي مناسبة إنفاقية ثالثة على التوالي بعد مناسبتي رمضان وعيد الفطر المبارك، وبالتالي ضغط مالي يرهق جيوب المواطنين. كشفت الجولة الاستطلاعية التي قادت «المساء» إلى بعض المكتبات ومحلات بيع المستلزمات الدراسية، أن هذه الأخيرة تعمّدت رفع أسعار هذه الأدوات في ظل ارتفاع الطلب المستمر عليها أمام تنوع هذه المستلزمات التي تخطف أنظار الصغار؛ حيث لجأ صنّاعها إلى الاهتمام بالجانب الشكلي والجمالي لجلب الزبائن. ووسط شكاوي من الارتفاع غير المبرَّر لأسعار المستلزمات الدراسية والملابس الجاهزة لمزاولة أول يوم دراسي، يتهم أولياء الأمور التجار باستغلال الإقبال الكبير للمواطنين على شراء احتياجات ومستلزمات العام الدراسي الجديد، لرفع الأسعار، منتقدين تلاعب هؤلاء بالأسعار، واستدلوا على ذلك بالتفاوت الكبير بين المحلات والطاولات التي نُصبت في الأسواق لبيع السلع المدرسية، إلا أن هذا الارتفاع لم يكبح الطلب المتزايد على هذه الأدوات؛ تلبية لاحتياجات أبنائهم، لاسيما فيما يخص الكتب والكراريس والأقلام التي لا غنى لهم عنها. أما بالنسبة لباقي المستلزمات التي تُعد في نظر البعض كمالية، فيبقى اقتناؤها حسب الدخل والميزانية أو حسب عدد الأطفال، أو حسب طلبها من طرف المدرّسين، على غرار الألوان المائية أو أقلام اللباد أو حتى المقلمة أو المبراة أو الغراء... باهظة الثمن؛ نظرا للأشكال الجديدة التي صُممت لإغراء الزبائن وخاصة الطفل، فيبقى شراء أبسطها لتفادي زيادة الكلفة. من جهة أخرى، يرى البعض أن اقتناء هذه المستلزمات تبقى طريقة فعالة لتشجيع وتحفيز الطفل على ملازمة المقاعد الدراسية بكل نشاط وحيوية، هذا ما أشار إليه عبد الوهاب رب أسرة وأب ل5 أولاد، ثلاثة في الابتدائي واثنان في المتوسط، قال: «رغم ارتفاع أسعار هذه المنتجات إلا أنها تبقى نوعا من الاستثمار؛ فالطفل الصغير غالبا ما يحب الألوان والأشكال الجديدة، والتي هي على شكل أبطال من رسوم متحركة أو حيوانات صغيرة؛ فهذه الأدوات تجعله يحب الذهاب إلى المدرسة». كما أكد عاملون في المكتبات أن الأسعار لم ترتفع مقارنة بالسنة الماضية ماعدا السلع الجديدة التي دخلت السوق بأسعار مرتفعة نوعا ما، على حد تعبيرهم؛ وذلك استجابة لزيادة الطلب على مستلزمات الطلاب ورفع المستورد لأسعار تلك المستلزمات. كما أبدوا توقعاتهم بأن تتجاوز مبيعات هذا الموسم مبيعات العام المنصرم خلال الأسبوعين الأول والثاني من الموسم الدراسي. وعمدت بعض المحلات إلى وضع لافتات التخفيضات على الواجهات بنسب تتراوح بين 10 و20 بالمائة فيما يخص الأدوات المدرسية. وقالت فايزة إنها انتهت من شراء كافة الأدوات المدرسية لأبنائها قبل شهر تقريبا، مشيرة إلى أن الأسعار بين المحلات المتخصصة في بيع المستلزمات الدراسة وفي الأسواق، تختلف، وحسبها فالأسعار في الأسواق التي نُصبت فيها طاولات موسمية لبيع هذه الأدوات، أرخص عن أسعار المكتبات رغم أنها من نفس النوعية. وعن رأيها في الأدوات المدرسية قالت: «إن الأشكال الجديدة والتصاميم الجميلة يحبها الأطفال كثيرا، وغالبا ما يرضخ الأولياء لطلبات الأبناء حتى الكمالية منها. ومع ارتفاع الأسعار أعمل على تقليل التكاليف من خلال اختيار ما هو مناسب فقط». وحثت بوناب كهينة مديرة مدرسة ابتدائية في حديثها إلى «المساء»، الأولياء على ضرورة ترسيخ ثقافة محافظة الأطفال على الأدوات المدرسية، لاسيما أن معظم الأدوات قابلة للاستعمال مرات عديدة، على غرار المبراة والمقلمة والألوان وأدوات التسطير. ويشير جواد، صاحب مكتبة، إلى أن مكتبته أمّنت منذ نهاية شهر رمضان، الحقائب المدرسية والدفاتر والأقلام بمختلف أنواعها وتشكيلة واسعة من دفاتر التحضير للمعلمين والمعلمات؛ استعدادا لموسم العودة إلى المدارس، الذي يُعد أهم مواسم البيع عند أصحاب المكتبات، مشيرا إلى وجود تنافس كبير بين المكتبات والأسواق الفوضوية التي تعرض منتجات بأقل الأسعار في توفير وتأمين كافة احتياجات الطلبة، بدءا من المرحلة الابتدائية للأطفال وصولا إلى المرحلة الجامعية، إضافة إلى توفير احتياجات المعلمين والمعلمات؛ من دفاتر التحضير والوسائل التعليمية الحديثة.