سجلت أسعار الأدوات المدرسية والمكتبية في أسواق العاصمة الجزائر ارتفاعا كبيرا مع بدء العد التنازلي للعودة إلى المدارس وبدء العام الدراسي الجديد، وتفاوتت الزيادة في أسعار تلك الأدوات بين 10 و100 وفقا لبعض الباعة. والملاحظ أن المستلزمات غير الجيدة المستوردة أساسا من الصين رخيصة الثمن مقارنة بالمستلزمات الجيدة التي ارتفعت أسعارها بصورة مبالغ فيها تزيد أحيانا عن 100. وأكد مستهلكون التقتهم ''المساء'' أنهم حاولوا اقتناء الأدوات قبل موعد بدء الدراسة بوقت كاف وقبل الازدحام أملاً في الحصول على أدوات جيدة بأسعار مناسبة إلا أنهم صدموا بارتفاع غير مسبوق في أسعار غالبية المستلزمات المدرسية بشكل متواصل. يشتكي أولياء الأمور من الارتفاع الكبير في أسعار الأدوات المدرسية، وأكد البعض أنهم يقعون في حرج كبير مع الأبناء بسبب هذا الارتفاع، حيث يصر الأطفال على شراء أدوات بعينها وتكون في الغالب باهظة الثمن.. زيادات غير مبررة في هذا السياق يؤكد رب أسرة أنه يتحرج عندما يصطحب طفليه لشراء الأدوات المدرسية حيث أنه لا يستطيع تلبية كل مطالبهما فهما يتأثران بالشخصيات الكرتونية المشهورة ويؤكد أن التجار يستغلون مناسبة الدخول المدرسي لرفع الأسعار مثل باقي المناسبات. ويتساءل بقوله ''إذا كان الوضع هكذا حالياً فماذا سيحدث بعدالأسبوع الأول من الدراسة؟ فيما يعلق مواطن آخر بقوله: ''لا أرى مبررا لهذه الزيادة المتواصلة والتي لا ندري متى تنتهي؟ والمفروض أن تسأل الحكومة التجار لنعرف ما هي أسباب الزيادة الكبيرة ؟ ويضيف: ما نراه حقيقة جنون أسعار فكل شيء ارتفع بدءاً من الممحاة إلى الحقيبة. وتحدث مواطن آخر بتذمر عن غياب الدور الرقابي للجهات المعنية بمراقبة الأسعار، مشددا على أن الزيادات على المستلزمات الدراسية وغيرها من الزيادات التي تطول يوميا أسعار السلع الرئيسية والكماليات التهمت زيادة الرواتب التي أقرتها الحكومة مؤخرا. وتصف ربة أسرة ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية للعام الجديد بأنها غير مسبوقة حيث لم تستثن الزيادات أي نوع من المستلزمات، وأشارت إلى أنها فجعت عندما شاهدت سعر الحقيبة التي اشترتها لابنها العام الماضي قد وصل حالياً حدود 1600 دينار بينما كان لا يزيد عن 650 دينار في العام الماضي. ولا يجد أولياء الأمور إلا الخضوع للأمر الواقع وشراء الأدوات بالأسعار المعروضة حاليا بالرغم من ارتفاعها، فالأسعار لن تعود كالماضي، فكلفة أدوات المدرسة لطفلين مثلا تقارب حدود 5000 دينار، في الوقت الذي كان فيه هذا المبلغ يكفي لأربعة أشخاص في الأعوام الماضية، يقول رب أسرة مضيفا أنه كان يتوقع ارتفاع الأسعار كما هو متعارف عليه بمجتمعنا عند اقتراب المناسبات''. كما أن شراء كل الأغراض دفعة واحدة يشكل ضغطا كبيرا على العائلة، لذلك توجهت أنا وزوجتي إلى شراء كل احتياجات المدرسة ورمضان على شكل دفعات، رغم ذلك فإن الميزانية ستعاني من اختلال كبيرة لأشهر بعد انقضاء رمضان والعودة للدراسة، يضيف المتحدث. أسعار عالية وجودة أقل وفي ظل ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية أصبحت هذه الأدوات تعاني من انعدام الجودة بشكل كبير، لكن كثرة المعروضات التي وفرتها الأسواق لم تحقق القاعدة الاقتصادية المعروفة بتقليل السعر عند كثرة العرض. وشكا الكثير من أولياء الأمور من اشتعال الأسعار وتراجع جودة الأدوات، بحيث تقصف الأقلام عند أول استعمال حتى دون البري. كما أن الممحاة توسخ الكراس عوض تنظيفه، والمباري ذات أشكال مبهرة، لكن عند الاستخدام هي لا تبري جيدا أو تتلف بسرعة وقس على ذلك فيما يخص الكثير من الأدوات المدرسية. ومنها كذلك العجين التي تنبعث منها روائح معينة وهو ما يبعث التوجس في النفوس، بحسب ما أشارت إليه ربة أسرة، مضيفة أن هناك أدوات كثيرة نخشى من روائحها ومكوناتها على صحة أولادنا، وأنا فقط أسأل: ألا توجد رقابة على مثل هذه الأدوات؟ ومن يضمن لنا خلوها من المواد الضارة بصحة أطفالنا؟