يعود "الكلاسيكو" المثير بين المولوديتين الوهرانية والعاصمية هذا الموسم مبكرا، وتحديدا في الجولة الثانية؛ حيث يستعد ملعب الشهيد أحمد زبانة لاحتضان طبعة جديدة منه اليوم، والتي تلوح منها إثارة وفرجة كبيرتان، خاصة بعد الانطلاقة الإيجابية للفريقين في المنافسة الرسمية. فالعاصميون سيرتحلون إلى الباهية وهران وبجعبتهم ست نقاط من انتصارين متتاليين. والملفت أنهم أعلنوا عن أنفسهم خارج ديارهم مبكرا وفي الجولة الافتتاحية، عندما هزموا شبيبة بجاية في ملعبها بهدف دون مقابل، وهذا إنذار ليس للمولودية الوهرانية لوحدها بل لكل أندية الرابطة الاحترافية الأولى، بأن العميد مدفوع هذا الموسم بطموحات كبيرة كبر تاريخه وعراقته وجماهيره، وستكون هذه الطموحات على المحكّ اليوم في مواجهة تشكيلة حمراوية، لا تقل طموحا عن العاصمية بعدما غيّرت جلدها وحقنت نفسها بمستلزمات أصرت على نجاحها ولو أنه حكم مسبق - منذ الإقلاع أمام الغريم أولمبي الشلف، بالأداء والنتيجة. وفي كل الأحوال فإن تحسن أحوال الفريقين يخدمهما، ويثري الطبق الذي سيقترحانه على جماهيرهما الغفيرة، التي ستقصد ملعب زبانة، فنداءات التعبئة لمناصرة زملاء عواد ودفعهم للفوز، انطلقت مبكرا في معاقل "الحمراوة"، وذلك بمطالبة الأنصار بالحضور بكثافة وقوة، والبصم على أجواء رائعة كبيرة جديرة بقيمة الفريقين وبمبارياتهما القوية، وحتى "الشناوة" منتظَرون بكثافة رغم أنهم سيستفيدون من خمسة آلاف تذكرة فقط وليس عشرة آلاف، كما طلبت من قبل إدارتهم.وبالعودة إلى أرشيف مواجهاتهما، نجد أنه يُفصح عن أربع تعادلات في المواسم الأربعة الماضية، آخرها الماضي الذي عرف تعادلا إيجابيا (2/2). أما آخر فوز ل "للحمراوة" فيعود إلى سنة 2007، وقتها مكّنهم من كسبه فاهم بوعزة الناشط حاليا بفريق اتحاد العاصمة، وعليه فإن الوهرانيين أمام مهمة طرد النحس أمام "العميد"، الذي سيدافع من جهته على هيبته بملعب زبانة مهما كانت تشكيلة المضيّفين حتى وإن غاب عنهم مهاجمهم الخطير وقنّاص الأهداف حاج بوڤاش، الذي تأكد غيابه عن لقاء اليوم بسبب إصابة تلقّاها في الركبة في اللقاء الماضي أمام شباب عين فكرون، الذي أجبره طبيب فريقه على الراحة لمدة عشرة أيام حتى يتعافى منها. وليس بوڤاش وحده الذي سيكون الغائب الكبير عن هذا "الكلاسيكو"، بل كذلك أسماء وهرانية مؤثرة وبتأكيد من مدربها الإيطالي جيوفاني سوليناس، وهي: مغربي، بلعباس وبراجة، أما داغولو فتبقى مشاركته رهينة "شطارة" مسيّريه في تغيير تاريخ تذكرة سفره إلى الكونغو، لمشاركة منتخب بلاده إفريقيا الوسطى في مواجهة، برسم إقصائيات كأس العالم 2014، منتخب إثيوبيا، والتي حُوّلت إلى الكونغو بسبب الحرب الأهلية الشرسة التي تدور رحاها بإفريقيا الوسطى. سوليناس حضّر بدائله وعالج نقائصه والأكيد أن سوليناس فكّر في هذه الغيابات التي سببت له أرقا كبيرا، خاصة فريد بلعباس في محور الدفاع؛ ما دفعه إلى التفكير في بدائل عديدة، وقد يستقر على بوتربيات، وكان قد جرّبه في كامل اللقاء الودي التحضيري ضد شباب العامرية، حتى وإن غاب داغولو فإن خليفته جاهز، وهو كوريبة، الذي كان أبان عن قدرات كبيرة في منصب الاسترجاع في تربص مدينة نابل التونسية. أما خط الهجوم فلا يُتوقع أن يعمد إلى تغيير مشكّليه بعد مردودهم الإيجابي ضد الشلف ولو أنه عاتبهم على نقص فعاليتهم، وتضييعهم لعدد كبير من الفرص قبالة المرمى، وهي سلبية ثابر على معالجتها في الحصص التي تلت ذلك اللقاء، لكن مواجهة "العميد" غير الشلف وباعتراف سوليناس الذي قال عنه وعن منافسه ما يلي:« يكفي أن تلقي نظرة على دكة بدلاء فريق مولودية الجزائر لتعرف نوعية وقيمة هذا الفريق الذي سنقابله، والذي سيصعب علينا المأمورية دون شك، لكن لا مفر لنا من بذل الجهد لتحصيل الانتصار الثاني على التوالي، وسيكون أمرا رائعا لويتحقق ذلك، وأطلب من أنصارنا الحضور بأعداد كبيرة، وأن يكون فعلا الرجل الثاني عشر في اللقاء".أما المهاجم محمد بن يطو الذي كان تلقّى انتقادات كبيرة من لدن ثلة من الأنصار في اللقاء الودي التحضيري ضد شباب العامرية، فانتفض مدربه للرد عليها ومساندة لاعبه، فاعتبر لقاء العميد فرصة مواتية له ولزملائه لتأكيد الانطلاقة الموفّقة لفريقه ضد الشلف: "صحيح أن مباراتنا ضد مولودية الجزائر صعبة، لكنّا حضّرنا لها جيدا تحت إمرة مدربنا سوليناس، الذي أشكره على تشجيعه لي. وأنا، من جانبي، لا أبالي بمن شتمني دون سبب، وردّي عليه سيكون فوق أرضية الميدان، وأتمنى أن يكون ضد العميد". عودة المصابين ومنحة مغرية في انتظار الجميع وكان الطاقم الفني الوهراني قد عبّر عن ارتياحه بعدما استرجع ثلاثة من لاعبيه المصابين، وهم المدافعان نساخ وعوامري والمهاجم شريف هشام. أما المسيّرون فقد قرروا في الاجتماع الأخير لمجلس الإدارة، تحفيز لاعبيهم معنويا بالحضور جميعهم للقاء اليوم، وتخصيص منحة مغرية لهم في حال إطاحتهم بأشبال السويسري ألان غيغر، سيتكفل بتسديدها لهم رئيسهم الحالي يوسف جباري والسابق "بابا".