كشف مدير الدراسات والتنمية بالمؤسسة الجزائرية للبث الإذاعي والتلفزي السيد شوقي سحنين،عن تعميم التلفزيون الرقمي الأرضي، ليغطي 95 بالمائة من مجموع التراب الوطني قبل نهاية سنة 2014، فيما ستتم تغطية النسبة المتبقية (5 بالمائة) عن طريق القمر الاصطناعي. وأكد من جهته رئيس الاتحاد الإفريقي للإذاعات السيد توفيق خلادي، أن الانتقال إلى التلفزيون والإذاعة الرقميين الأرضيين، ينبغي أن يتمحور حول مضمون البرامج والجانب التقني للبث على حد سواء. وأكد السيد سحنين، على هامش أشغال ملتقى الاتحاد الإفريقي للإذاعات الذي عُقد بالجزائر يومي الإثنين والثلاثاء، أن نسبة التغطية الحالية للتلفزيون الرقمي الأرضي في الجزائر، تقدر ب 50 بالمائة، وتخص أساسا شمال الوطن، مشيرا إلى أنه يتوقع بلوغ نسبة 85 بالمائة من هذه التغطية قبل نهاية سنة 2013. وأفاد المسؤول بالمناسبة أنه يتم العمل حاليا على تنصيب 25 جهاز إرسال بطاقة كبيرة لتعويض أجهزة الإرسال ذات القوة الضعيفة، لاسيما بمنطقة الجنوب والمناطق الشمالية؛ حيث سيتم تكثيف التغطية، مضيفا أن مجموع 120 جهاز إرسال سيتم وضعها قبل نهاية سنة 2014، بالإضافة إلى شروع المؤسسة في وضع أجهزة إعادة الإرسال بهدف تغطية الأحياء والمناطق، التي تتميز بنسبة استقبال ضعيفة، مثلما هو الشأن بالنسبة للعاصمة، التي تتميز بتضاريس وعرة، حسب نفس المسؤول. وأوضح السيد توفيق خلادي من جهته، في تصريح للصحافة على هامش الملتقى، أنه لا ينبغي النظر إلى الرقمنة فقط من وجهة النظر التقنية؛ لأن المسار التقني سيتم ضبطه بشكل أو بآخر، لكن يجب التفكير في نوعية مضمون السمعي البصري المقدَّم، مشيرا إلى أنه ينبغي الانتظام لإنتاج مضامين سمعية بصرية أكثر جذبا وتختلف عن تلك المنتَجة حاليا، وذلك من أجل النجاح في إقناع المواطن باستعمال النظام الرقمي. كما أكد خلادي أن إنتاج المضمون الذي يجب التفكير فيه بعد تسوية الجانب التقني، يتطلب مسارا متكاملا، من بينه التكوين في تخصصات السمعي البصري وكذا الإمكانات المالية، موضحا فيما يتعلق بمستوى التقدم في الانتقال نحو النظام الرقمي في إفريقيا، أنه لا يوجد حتى الآن أي معطيات حول هذه المسألة، مذكرا بأن كل ما نعلمه هو أن انتهاء مسار الإشارات التماثلية سيبدأ سنة 2015، وأن جميع الدول ستكون نظريا مستعدة للبث الرقمي سنة 2020. وفي السياق، أوضح رئيس الاتحاد الإفريقي للإذاعات أن كل بلد يوجد في مرحلة تحضير وتطوير خاصة، ويتقدم حسب الإمكانات المتوفرة لديه؛ حيث إن مجموع الدول قد نصّبت لجانا وطنية للاستراتيجية الرقمية، إلا أن المعطيات الأساسية لإدخال النظام الرقمي تختلف من بلد لآخر حتى وإن كانت الأهداف المراد بلوغها هي نفسها. وأضاف في السياق أن النقاشات الحالية تتمحور أساسا حول مقاييس ومعايير إدخال التلفزيون والإذاعة الرقميين الأرضيين، وكذا حول الإطار التنظيمي والقانوني الواجب تبنّيه. وشارك في الملتقى الذي اختُتم أمس، خبراء من الاتحاد الإفريقي للإذاعات واتحاد الدول العربية للبث الإذاعي والاتحاد الإفريقي للاتصالات السلكية واللاسلكية والاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية، فضلا عن خبراء في السمعي البصري العمومي ومديرين عامين تقنيين ومهندسين من 23 دولة إفريقية، ملتزمين بمسار الانتقال إلى الرقمي.