طمأنت إدارة مؤسسة "بريد الجزائر"، أمس، زبائنها بخصوص توفر السيولة في الفترة التي تسبق عيد الأضحى المبارك، معلنة عن تدابير استثنائية على مستوى 3500 مركز بريدي موزعة عبر التراب الوطني لتفادي تكرار أزمة السيولة بداية من الأسبوع الجاري، حيث يتوقع تزايدا في الطلب على الأموال من طرف زبائنها المقدر عددهم بنحو 16 مليون زبون. وأعلن المدير العام لمؤسسة "بريد الجزائر"، السيد امحند العيد محلول، أمس، على أمواج القناة الإذاعية الثالثة، عن إجراءات خاصة ستعرفها مراكز البريد خلال هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك، من أجل توفير خدمة أحسن وتجنب أزمة السيولة، التي ظلت تؤرق أصحاب الحسابات الجارية لدى "بريد الجزائر"، كلما حلت المناسبات والأعياد. وأشار السيد محلول في هذا الإطار إلى أن مصالح "بنك الجزائر" تعمل من جهتها على تفادي هذه الأزمة من خلال إقرارها لتسهيلات في مجال تمويل المؤسسات المالية، بما فيها "بريد الجزائر" الذي يضم نحو 16 مليون مشترك في خدمة الحسابات الجارية. كما أشار المتحدث إلى أن مؤسسته وضعت كل الإمكانيات اللازمة على مستوى 3500 مركز بريدي في كل ولايات الوطن للتكفل بانشغالات المواطنين، قائلا في هذا الصدد بأن "أزمة السيولة لن تكون مطروحة إطلاقا خلال الفترة التي ستسبق عيد الأضحى". وكشف السيد محلول بالمناسبة عن تقديم فترة دفع معاشات ومنح المتقاعدين والتي عادة ما تكون ما بين 23 إلى 26 من الشهر، إلى الفترة الممتدة ما بين 7 و10 من شهر أكتوبر الجاري مع اتخاذ كافة التدابير لضمان حسن سير العملية. وفي حين أوضح بأن مراكز البريد تعالج يوميا قرابة 2,5 مليون عملية وتوزع نحو 30 ألف صك بريدي، أشار السيد محلول إلى أن إدارة المؤسسة اعتمدت مؤخرا نظاما جديدا وعصريا لتسيير مصالحها، وذلك من خلال عصرنة الخدمات واقتناء تجهيزات جديدة، تشمل الحواسيب وغيرها من التجهيزات التقنية، وذلك بهدف تقليص مدة انتظار الزبائن على مستوى الشبابيك. وأوضح في نفس الصدد بأن شبكة خدمات الصكوك البريدية تدفع في الحالات العادية، ما بين 7 و10 ملايير دينار يوميا، غير أن هذه الحصة ترتفع خلال المناسبات إلى نحو 27 مليار دينار في اليوم، كاشفا في نفس السياق عن اعتماد المؤسسة لنظام خاص لتسيير المخاطر وتفادي قرصنة حسابات الزبائن وصد محاولات الغش. وحول منافسة المؤسسات البنكية لمؤسسة "بريد الجزائر"، بدا السيد محلول متفائلا بمستقبل المؤسسة، قائلا في هذا الصدد "لا تخيفنا منافسة البنوك، لأن زبائننا يدركون بأن "بريد الجزائر" هو الأقرب من المواطن بفضل انتشاره في كل مناطق الوطن، إضافة إلى المرونة التي تميز خدماته"، معلنا بالمناسبة عن سلسلة من المشاريع المستقبلية التي تعمل المؤسسة على تجسيدها والتي تضم تجديد 6 ملايين بطاقة مغناطيسية، بالإضافة إلى توفير مليون بطاقة جديدة، وتعزيز شبكة الموزعات الآلية البالغ عددها حاليا 720 موزعا على المستوى الوطني، بنحو 500 موزع آلي جديد ابتداء من 7 أكتوبر الجاري. ولدى تطرقه إلى الأوضاع المهنية لعمال المؤسسة بعد الحركات الاحتجاجية المتكررة التي نظموها في الفترة الأخيرة، أوضح المدير العام لمؤسسة "بريد الجزائر" أن قرار رفع أجور حوالي 30 ألف عامل بقطاع البريد سيدخل حيز التنفيذ أواخر شهر أكتوبر الجاري، ويعتمد بأثر رجعي ابتداء من الفاتح جويلية 2013، مثمنا هذا القرار الذي يشمل زيادات هامة تعد -حسبه- الأفضل مقارنة بالقطاعات الأخرى، ويصل أدناها إلى نسبة 11 بالمائة.