أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك وها نحن نبحر في بركات الأيام العشرة التي تسبق العيد، والفرصة سانحة لمن يريد استغلالها في الشكر والعبادة والإحسان للآخرين، فاليتامى كثر، والمحرومون والأرامل وعائلات المطلقات كثر، والباحث عن الخير والثواب سيجد فيها الكثير ممن هم بحاجة إلى يد العون، ففي البداية والنهاية هي خيرات الرحمان توزَّع على عباده. أيام مباركة تنزل فيها الرحمة والمغفرة على طالبها، وفي هذه الأيام يتنافس المحسنون في جني الحسنات، فالكثير من الأخبار التي نقرأها أو تلك التي نشاهدها تُشعرنا بأن الدنيا لاتزال بخير، فالكرم صفة الجزائري منذ الأزل، والحمد لله، إلا أن الجشع، للأسف، استقر ببعض النفوس وجعلها لا ترى من حولها سوى المال والأرقام، وهي حال المغالين في الأسعار، الذين يحلون دون فرحة المحتاج والفقير وذوي الدخل الضعيف ودون صدقات المحسنين أيضا، فيحبسونها، وقد يحرمون ذويهم أيضا رغم أن العيد مناسبة للفرحة والتنفيس عن النفوس وأخذ جرعات من السعادة؛ للتغلب على مآسي الحياة، فبسبب الأسعار التي عُرضت بها الكباش والتي وصفها المواطنون بالحارقة كالعادة، ستُحرم الكثير من العائلات من الذبح... وستكتفي ببعض الصدقة؛ لأن النية في الأصل كانت أكثر، إلا أن جشع التجار حال دونها، فما أحوج النفوس المريضة لاغتنام الفرصة وعلاجها بالصدقة والرحمة! فكم هي القلوب الجريحة التي تنتظر من يضمّد جراحها!