في الفاتح نوفمبر 1994، استيقظ سكان بلدية سيدي علي بمنطقة الظهرة شرق ولاية مستغانم، على وقع الانفجار العنيف الذي هز مقبرة الشهداء وسط البلدية، والذي استهدف 29 شبلا بين قتلى وجرحى من صفوف الكشافة الإسلامية، حيث كان 280 كشافا يستعدون لرفع العلم الوطني؛ ترحما على أرواح شهداء المنطقة وإحياء لعيد الثورة المجيدة، ليتفاجأ الجميع بانفجار قنبلة كانت قد دُفنت مسبقا تحت شجيرة حديثة الغرس بساحة العلم، أدت إلى تمزيق أجساد أربعة أشبال من الكشافة تتراوح أعمارهم بين 6 و7 سنوات، تطايرت أشلاؤهم في الفضاء عالية، وجُرح 25 آخرون من زملائهم، بينهم 5 في حالات خطيرة جدا، نُقلوا على إثرها على جناح السرعة إلى مستشفيات وهران، مستغانم وعين النعجة بالعاصمة، لكن الأمر استدعى نقل 3 منهم على الفور إلى فرنسا لإنقاذ حياتهم، ونذكرهم على التوالي: "ط. فاطمة" و"ق. منصور"، اللذين عادا إلى أرض الوطن بعد نجاتهما من خطر القنبلة، والفتاة "ب.ف" التي فضلت البقاء بفرنسا حتى اليوم، ورغم إعاقتها المتمثلة في رجل اصطناعية فهي الآن أمّ تعيش مع أطفالها. أما العشرون المصابون بجروح متفاوتة الخطورة، فقد تماثلوا للشفاء ولم يمكثوا طويلا بالمستشفيات. وكان أثر الصدمة بليغا في نفوس كل البراءة الذين عايشوا الحدث الأليم، وقد صاروا كلهم الآن رجالا ونساء، ويصعب عليهم الحديث عن المأساة الحقيقية التي زرعت الرعب والخوف وسط الأهالي وصدمت الكثير من الآباء والأمهات. وتمر اليوم 19 سنة كاملة على المجزرة الرهيبة، وفي جو يسوده الحزن والأسى يمتزج بالمفخرة والعزة للشهداء الأبرار، يسترجع عناصر الكشافة بمدينتي مستغانم وسيدي علي، الذكرى الأليمة مع حلول نوفمبر جديد؛ احتفالا بذكرى الأبطال. الأمين الولائي السابق للكشافة الإسلامية بدائرة سيدي علي السيد "ش. م"، صرح بأن الفوج الوحيد للكشافة بهذه الدائرة، يعاني الكثير من النقائص في انعدام مقر لائق يدفع بالكشاف إلى القيام بنشاطه ودوره. ويضيف ذات الشخص أن الفوج مازال في حاجة إلى مساعدة وعناية من طرف الجهات المعنية.