احتضن فضاء روح الباناف ب “سيلا 2013”، جملة من المحاضرات أول أمس بقصر المعارض، إحداها من تنشيط ممثلين من المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (وهران)، والثانية من تنشيط الأستاذ الكاميروني جيرفيي موندي زي. وفي هذا السياق، قدّم الأستاذ حسان رمعون من المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، أعدادا من “المجلة الإفريقية للكتب”، التي يعمل رئيس تحرير في نسختها بالفرنسية. وقال الأستاذ المتخصص في علم الاجتماع والتاريخ، إن هذه المجلة تُطبع في إفريقيا الجنوبية والسينغال، وتُنشر في كل القارة الإفريقية بما فيها الجزائر. وأضاف المتحدث أن أساتذة المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، يشاركون في هذه المجلة، وبالضبط في نسختها باللغة الفرنسية، وأنه سيتم قريبا إصدار نسخة ثالثة للمجلة باللغة العربية، علاوة على النسختين باللغتين الفرنسية والإنجليزية، ليشير إلى أن هذه المجلة تهتم بكل ما يُكتب عن إفريقيا. وأضاف رمعون أنه تم أيضا إصدار مقالات تمس العالم العربي والتغيرات التي مست كلا من تونس ومصر وليبيا، مشيرا إلى نشر مقالات تمس المرأة والشباب والهجرة العربية في إفريقيا، ومقالات أخرى مثل مقال حول النخب في شمال إفريقيا، كما أشار إلى أن هذه المجلة التي تصدر منذ سنة 2004 ومرتين في السنة، قدّمت أعدادا خاصة مثل العدد حول العنف في رواندا والجزائر وجنوب إفريقيا، وعددا آخر حول الدول الإفريقية التي تتحدث باللغة البرتغالية. أما عن مهام المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، فقال رمعون إن المركز يهتم بدراسة تطورات المجتمع الجزائري، وكذا تعامله مع الماضي وتأسيسه للمستقبل، مضيفا أن هذا الفضاء يشارك أيضا في عدة مجالات إفريقية. وقدّم رمعون إصدار المركز الجديد، ويتمثل في مؤلف “الفضاءات العمومية في البلدان المغاربية”، والذي يُعتبر حوصلة لفعاليات ملتقى نظّمه المركز حول هذا الموضوع، وهذا قبيل أحداث تونس. وأشار رمعون إلى أن الملتقى طرح إشكاليات استغلال الفضاء العمومي من طرف رجال الدين والساسة وغيرهم. أما السيدة نورية بن غربيت رمعون مديرة المركز، فتحدثت بدورها عن العدد الأخير لمجلة “إنسانيات”، التي تصدر عن المركز، وقالت إن هذه المجلة تحمل مواضيع تهم الشباب؛ من خلال تحقيقات يحاول الأساتذة فيها الإجابة عن الإشكاليات التي تهم هذه الشريحة الغضة من المجتمع. بالمقابل، قدّم الأستاذ الكاميروني جيرفيي موندي زي، كتابه بعنوان: “الصحافة الروائية لفرديناند أويند”، وقال إن الكاتب فرديناند كتب عن الاستعمار بطريقة فكاهية وغير مباشرة، وهو الأسلوب الذي مارسه في الكتابة؛ اعتبارا لمسيرته الدبلوماسية، مع الإشارة إلى أنه شغل منصب سفير الكاميرون في الجزائر في سنوات الثمانينات. وتطرق جيرفي لرواية “الشيخ الزنجي والميدالية” التي كتبها فردينارد حول قصة شيخ يتلقى دعوة من المستعمر يوم 14 جوليلة، فيشعر باضطراب كبير إلى غاية اكتشافه فحوى الدعوة، ألا وهي حصوله على ميدالية نتيجة منحه لأراضيه للمبشرين ووفاة ولديه في الحرب إلى جنب المستعمر الفرنسي. وبعد إعلان الحفلات في حيه افتخارا به، تحدث للشيخ مغامرات غير حميدة، تُفقده كرامته، فيعود إلى دياره ويتيقن أن يوم 14 جويلية هو عيد نصر فرنسا وليس احتفالا وتكريما بالشعوب المحتلة. في إطار آخر، أكد جيرفي أن النصوص الإفريقية تحمل في طياتها وعمقها بعدا ثقافيا، حتى الدراسات الجامعية تحمل نفس البعد، مطالبا بأهمية التعرف على الظروف المحيطة بالكاتب لفهم أعمق لأفكار المؤلف.