هذه هي حال اتحاد الحراش في هذا الموسم؛ يخسر بملعبه ويفوز خارج قواعده، فينفخ الساخن والبارد على أنصاره الذين أصبحوا لا يعرفون على أي رجل يرقصون. ففي ملعب بولوغين ولحساب الجولة الحادية عشرة من الرابطة الأولى، تمكنت تشكيلة ”الصفراء” من قلب كل التكهنات من خلال الإطاحة بفريق العميد بعقر داره وأمام جمهوره العريض، حيث فازت عليه بنتيجة 1 /0، في مباراة محلية تميزت بالإثارة والتنافس الشديدين من بدايتها إلى آخرها. وتُعد هذه النتيجة بالنسبة لاتحاد الحراش هامة جدا؛ كونها تحققت في ظروف صعبة يمر بها الفريق، وبالتحديد على الصعيد المالي، حيث لم يقبض اللاعبون راتبهم في الشهور الثلاثة الأخيرة، ولو حدث هذا الشيء في ناد آخر لتأزّم الوضع، لكن زملاء الحارس الدولي عز الدين دوخة تفادوا الدخول في هذه المتاهات؛ احتراما لألوان النادي ولأنصار الفريق حتى إنهم تعهّدوا أمام مشجعيهم بأنهم لن يدخلوا في أي إضراب مهما وصلت إليه وضعيتهم، مفضلين ترك الكرة في مرمى إدارة النادي لكي تسارع إلى حل هذه المعضلة في أقرب وقت. ولا شك أن الانتصار الباهر الذي حققوه في بولوغين دلالة واضحة على رغبتهم في وضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار. وأكدت معلومات قريبة من الفريق الحراشي أن اللاعبين كانوا عازمين على تحقيق الانتصار من أجل الرد بقوة على الأخبار التي تم تداولها بقوة ليلة إجراء المباراة ضد العميد، ومفادها أنهم قرروا ”رفع الأرجل” من أجل التعبير عن تذمرهم من الوضعية التي يعيشونها. ولا شك أن ما حققه الفريق الحراشي في بولوغين سيحرر لاعبيه وسيرفع من معنوياتهم لكي ينهوا بقوة المباريات المتبقية من مرحلة الذهاب، حيث يتطلع اتحاد الحراش إلى تحسين وضعيتهم في الترتيب الذي يحتلون فيه المركز الثامن بمجموع 14 نقطة. وتلوح أمامهم فرصة أخرى من أجل الاقتراب من كوكبة المقدمة، حيث سيستقبلون في الجولة القادمة شبيبة القبائل وسيلعبون في الجولة الموالية خارج قواعدهم ضد أضعف فريق في البطولة، وهو أهلي برج بوعريريج. ويُنتظر أن يسعى المدرب بوعلام شارف لتجنيد لاعبيه تحسبا للمباريات القادمة، التي ستكون حاسمة لاستقرار الفريق. إلا أن طموح اتحاد الحراش في العودة بقوة إلى المنافسة مرتبط بقدرة مسيّريه على حل معضلة المستحقات المالية للاعبين، التي أصبحت كحجر عثرة أمام تطور الفريق، فضلا عن أنها تعكّر الأجواء في صفوفه. ويفسر هذا الوضع الاستقالة المفاجئة لمدرب حراس المرمى محمد حنيشاد، الذي أراد من خلال هذا الموقف جلب انتباه الوسط الرياضي الحراشي حول الوضعية المالية التي يعيشها الطاقم الفني ولاعبوه، وتوجيه رسالة لمسيّريه لكي يتحركوا بسرعة وينقذوا الفريق من الإفلاس.