مدينة معلولا، مدينة سياحية سورية ذات أغلبية مسيحية، ينطق أهلها بالأرامية، لغة يسوع المسيح، وبها عدة كنائس وأديرة، كدير مارسركيس، وباخوس، ودير مارتقلا، وهي مدينة آمنة ومسالمة، فجأة هاجمها الإرهاب وعاث فيها فسادا، وأثار ذلك الهجوم الوحشي صدمة عند الرأي العام الداخلي والخارجي. وقبلها، أثار تفجير كنيسة القديس مارمرقس الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بالإسكندرية، استنكارا عالميا، ثم مذبحة كنيسة العذراء والملاك بمدينة الوراق بالجيزة بمصر. وربما يعود البعض إلى قضية اغتيال رهبان تيبحرين السبعة بالمدية عام 1996، هذه الأحداث بالذات وماشابهها، حينما يتناولها الإعلام، يضفي عليها نوعا من الالتباس والغموض والشك، ليكسب تعاطف الرأي العام الداخلي والخارجي، بعد أن ينسب فعلها للنظام الحاكم. هذه الأحداث من تيبحرين إلى معلولا مرورا بمصر والعراق، تؤشر إلى أن المخطط واحد، وأن المستهدف واحد، وأن الهدف واضح وهو إثارة الرأي العام الغربي، وجلب التدخل الأجنبي، وإن اختلف الممول والمنفذ وتباعد الزمان والمكان.وما يعرف عن الإرهاب أنه متوحش ليس له دين، منعدم الأخلاق والإنسانية، إلا أن أعماله تبدو ممنهجة، وأهدافه منتقاة بعناية، أينما حل، ما يعني أن هناك قوى خفية تخطط وتدرب وتدير وتقدم الدعم اللوجيستكي وتنسق وتحمي وتختار الوقت المناسب وتحدد بذلك الأهداف بكل التفاصيل. والخلاصة أن المؤامرة عامة، والمخططات معلنة، والقصد واضح، فقط ينتظر توفر الظروف لتوظيف الأحداث حتى وإن طالها النسيان، إنها استراتيجية الاستعمار الجديد الوريث الشرعي للاستعمار القديم.