لم تكن مفاجأة الأطلس عند حسن ظن الحضور من الفنانين والجمهور.. الجميع كان يتطلع بشغف لعملية رفع الستار عن ركح الأطلس الذي ظل مغلقا لمدة تزيد عن عشر سنوات نظرا لتماطل أشغال الترميم بهذه القاعة، لأسباب حصرتها وزيرة الثقافة خليدة تومي في تواجد أكثر من عائلة داخل مبنى الأطلس الذي اتخذت منه هاته العائلات مقر سكن لها. 3000 مقعد، ركح مسرحي بديكور بسيط، وجدران من الزليج، هذا مايستقبلك وأنت تدخل قاعة الأطلس المتواجدة ببلدية باب الوادي التي اصبحت جاهزة لاستقبال العروض بعد ان افتتحتها وزيرة الثقافة خليدة تومي نهاية الاسبوع، وعلى الرغم من ان نسبة 900 مليون دينار كانت كافية لإنهاء أشغال الترميم بقاعة الأطلس التي دامت اكثر من 5 سنوات في مدة أقل وبديكور أفضل، حيث وبعد ان كان مقررا فتحها في فيفري ,2004 تم تأجيل ذلك الى سنة 2007 في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية غير ان عدم انتهاء الاشغال بها حال دون ذلك لتؤجل ثانية الى جوان .2008 ولعل المذهل في الأمر هو حصر وزيرة الثقافة أسباب تماطل أشغال الترميم بالأطلس في العائلات التي اتخذت من هذه القاعة مقر سكن لها منذ ,1968 فهل مهمة ترحيل هذه العائلات كان صعبا لهذه الدرجة ويحتاج مدة أربعين سنة ؟. مقارنة بالشكل الداخلي لقاعة الأطلس فان المنظر الخارجي للبناية كان مناسبا من حيث الشكل، حيث حافظ المهندسون على نفس مخطط البناية الخارجي الذي كان منذ 1996 إثر عملية الترميم الأولى التي عرفتها البناية على يد مهندسين برازيليين في اطار المهرجان الإفريقي الأول بالجزائر، مع اضفائهم بعض التعديلات ليصبح شكل البناية الخارجي تقليديا وحديثا في نفس الوقت. علما أن المكلفين بترميم الأطلس هم مهندسون ومختصون جزائريون أما دراسة المشروع فقد تم اسنادها لمختصين إيطاليين حسبما ذكرت الوزيرة. وفي موضوع حفل الافتتاح ألقت تومي كلمة أشادت من خلالها بجهود الذين ساهموا في إعادة بريق الأطلس معربة عن أملها في أن تكون قاعة الأطلس فأل خير على جميع الهياكل الثقافية والتراثية ببلادنا التي تحتاج الى ترميم على أن تجهز في أقرب وقت . وتواصل الحفل الذي اختصره الديوان الوطني للثقافة والاعلام الهيئة المنظمة في قعدة شعبية موضوعها البهجة وحي القصبة العتيق الذي ترجمه مجموعة من ألمع نجوم الأغنية الشعبية والعاصمية على ركح الأطلس يتقدمهم الفنان عبد القادر شاعو، نادية بن يوسف، مصطفى قروابي، كمال الحراشي، سمير تومي حسناوي، امشطوح وتنهينان. كما كان الشعر الشعبي حاضرا بهذه المناسبة حيث أدى الشاعر ياسين أوعابد باقة من أروع قصائده الشعبية التي صفق لها الجمهور طويلا. يذكر أن ترميم قاعة الأطلس يدخل في إطار برنامج الانعاش الاقتصادي الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وهي تابعة للديوان الوطني للثقافة والإعلام.