أكد وزير المجاهدين، السيد محمد الشريف عباس، أمس، في رسالة قرأها نيابة عنه مدير التراث الثقافي والتاريخي بوزارة المجاهدين، السيد أبا إسماعيل محمد، على ”ضرورة إعداد دراسات من طرف النخبة المثقفة، لاسيما المهتمة بدراسة تاريخ الجزائر على مستوى جنوب البلاد من أجل حفظ المخزون التاريخي للبلاد ونقله بأمانة للأجيال الصاعدة لجعله سجلا مفتوحا على تاريخ الأمة”، واستغل الوزير فرصة احتضان ولاية ورقلة للاحتفالات الرسمية للذكرى ال53 لمظاهرات 11 ديمسبر 1960 للإعلان عن تنظيم ملتقى دراسي بجامعة ”قاصدي مرباح” بورقلة عما قريب حول مظاهرات 27 فبراير 1962 بعد أن كانت هذه المدينة مسرحا لهذه الأحداث التاريخية . واعتبر الوزير في رسالته الموجهة للمشاركين في أشغال ندوة تاريخية حول ”المظاهرات الشعبية” نظمت بقاعدة الحياة 5 جويلية 1962، أن اختيار ولاية ورقلة لإحياء الذكرى فرصة مستجدة لتذكر سياق نفحات صور من الجهاد الدؤوب الذي قامت به الولاية، وفرصة للاهتمام بالوضع الراهن لاسيما وأن الدولة تولي عناية خاصة بمناطق الجنوب لتحقيق التنمية من خلال تنويع مصادر الثروة، وتم التنويه في هذا السياق بالجهود الرامية لتشجيع وتحسين الخدمة العمومية وتحسين العلاقة بين الإدارة والمواطن من أجل إيجاد جو جديد لإطار معيشي أفضل. كما حيا وزير المجاهدين في رسالته الجهود التي يبذلها أفراد الجيش الوطني الشعبي وهيئات الأمن الأخرى لاسيما خلال الاعتداء الأخير بتقنتورين من أجل المحافظة على استقرار البلاد ومواجهة كل ما قد يهدد أمن البلاد لاسيما عبر المناطق الحدودية. ومن جهته، أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السيد سعيد عبادو، في تدخله خلال الندوة التاريخية أن ”إحياء ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 يدل على عظمة الشعب الجزائري وعظمة الثورة الجزائرية وأن الشعب الجزائري لن ينسى أبدا التضحيات الجسام التي قدمها أبناؤه من أجل الحرية والاستقلال”، داعيا جميع الهيئات المعنية من أجل تضافر الجهود لتحقيق تنمية سليمة وبناء جزائر العدل والمساواة والحرية وجزائر الدولة التي لها مكانة محترمة بين الدول. كما أشرف الوفد رفقة السلطات المحلية وجموع من المجاهدين وأعضاء من الأسرة الثورية على رفع العلم الوطني ووضع إكليل من الزهور ترحما على أرواح الشهداء بساحة البلدية، وتم تدشين معرض تاريخي وجدارية على مستوى حي عيسات إيدير، بالإضافة إلى قاعة جديدة لاستقبال المواطنين بمقر البلدية في إطار إعادة الاعتبار للمرفق العام. كما استمتع الوفد باستعراضات الكشافة الإسلامية الجزائرية التي دوت ساحة البلدية بعزف الأناشيد الوطنية وعروض لفرق رياضية محلية على مستوى الملعب البلدي والألعاب الفروسية، وزار مشروع مدينة الألعاب للأطفال على مستوى حي 400 مسكن. وبالمناسبة، دشن السيد مناني عبد الرزاق متحف المجاهد الواقع بذات المنطقة والذي أنجز بتكلفة مالية تقدر ب87 مليون دج وهو الذي يحتوي على عدة أقسام وقاعة للمحاضرات وأجنحة متعددة من بينها جناح خاص للمقاومات الشعبية وآخر للثورة التحريرية المجيدة وجناح يعرّف بنضالات المرأة الجزائرية أثناء الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، وبالمناسبة قدمت للأمين العام لمحة عن الدراسة التقنية الخاصة بإنجاز جدارية حول المظاهرات الشعبية 27 فبراير 1962 بورقلة. من جهتها، نظمت السلطات المحلية لولاية البليدة، أمس، وقفة للترحم على أرواح الشهداء بقراءة فاتحة الكتاب ووضع إكليل من الزهور بمقبرة الشهداء بالبليدة، كما تم بالمناسبة تدشين مكتبة حي الفحص وحديقة شارع الإخوة وادفل ببلدية الأربعاء، أما ببلدية بوفاريك فتم تدشين قاعة متعددة الخدمات بالجهة الغربية للمنطقة مع وضع حجر الأساس لانجاز 100 مسكن ترقوي مدعم، أما بولاية الجلفة فقد نظمت وقفة ترحم على الشهداء مع رفع العلم الوطني، وأطلق اسم المجاهد ابن المنطقة ”عديلة أحمد” على ثانوية حي الفصحى كما تمت تسمية متوسطة بربيح باسم الشهيد حمو محمد. وهي نفس الأجواء الاحتفالية التي عاشتها ولاية تيزي وزو التي شهدت تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية والمقالات الصحفية والكتب التاريخية بدار الثقافة، مع عرض فيلم وثائقي حول مظاهرات 11 ديسمبر 1960، أما بولاية البويرة فقد تم عرض كتاب السيد الهاشمي اسعد، عضو المحافظة العليا للامازيغية، يحمل عنوان ”محمد ايدير آيت عمران” الذي يعد أحد أعمدة الحركة الوطنية، كما تم بالمناسبة وضع حجر الأساس لإنجاز ثانوية ببلدية بوكرام وتدشين فرع إداري ببلدية بودربالة. كما أحيت بلدية حامة بوزيان بقسنطينة الاحتفالات الولائية الرسمية المخلدة للذكرى ال53 لمظاهرات ال11ديسمبر 1960، وبالمناسبة دشنت السلطات المحلية معرضا تاريخيا للصور والوثائق حول أحداث المظاهرات التي أكدت مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال شارل ديغول، ليتوجه الوفد بعد ذلك إلى المكتبة البلدية لحضور عرض فيلم وثائقي عن الثورة المجيدة وتضحيات شهدائنا الأبرار، كما وتم توزيع العديد من الجوائز على الفائزين في مختلف النشاطات والمسابقات الثقافية والرياضية التي احتضنتها البلدية طيلة أسبوع كامل تحضيرا لهذا الحدث التاريخي. كما نظمت جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ندوة علمية تاريخية حول الذكرى بمشاركة ثلة من الأساتذة والمجاهدين الذين أدلوا بشهادات حية عن الحدث التاريخي على غرار المجاهد عمي أحمد الذي روى معايشته لمظاهرات 11 ديسمبر.