ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف، ليلة السبت إلى الأحد، مركزا أمنيا يقع على بعد 50 كلم من مدينة بنغازي الليبية إلى 13 قتيلا و17 جريحا. وتسبب انفجار سيارة مفخخة ضد المركز الأمني ”السرير” في هجوم يعد الأول من نوعه يتم بتقنية السيارة المفخخة إلى سقوط الحصيلة المذكورة بعدما كان أعلن في وقت سابق عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين ثلاثة منهم لقوا حتفهم متأثرين بجراحهم. وقال فرج العبدلي، قائد المركز الأمني المستهدف، والذي أصيب في الهجوم أن وحدته كانت اعتقلت نهاية نوفمبر الماضي أربعة أشخاص قدموا من شرق البلاد وبحوزتهم أسلحة وأموال ومتفجرات مع قائمة تضم أسماء لشخصيات لتصفيتها. وأضاف انه ومنذ اعتقال هؤلاء الأشخاص أصبح هذا المركز الأمني هدفا لعدة هجمات كان أعنفها هجوم ليلة أول أمس. واستنكرت الحكومة الليبية بقوة الهجوم الذي وصفته ب«الفعل الإرهابي” وأكدت أن ”هذا الفعل الغادر يأتي في الوقت الذي يبذل فيه الجيش الليبي وخاصة القوات الخاصة الصاعقة جهودا من أجل استتباب الأمن خاصة بمدينة بنغازي” الواقعة شرق البلاد. وعلى إثر هذا الهجوم الدامي، أعلنت السلطات الليبية الحداد ثلاثة أيام مجددة في نفس الوقت الذي أكدت التزامها بمواصلة جهودها من أجل تشكيل جيش وجهاز أمني من الشرطة يكونان قادرين على التصدي لأعمال العنف التي عرفت تصعيدا خطيرا في مختلف أنحاء البلاد. ويأتي الهجوم غداة مصرع رئيس المخابرات العسكرية لمدينة بنغازي في هجوم مسلح استهدفه بمدينة درنة الواقعة أيضا بشرق البلاد. وتصاعدت في الأشهر الأخيرة عمليات الاغتيال التي تستهدف العسكريين وعناصر الشرطة والقضاة والأعيان ومسؤولي وسائل الإعلام بهاتين المدينتين اللتين تحولتا منذ الإطاحة بالنظام السابق في أكتوبر 2011 إلى مسرح لأعمال عنف مختلفة. وقد بلغ عدد قتلى هذه الهجمات والاغتيالات حوالي 300 شخص في حصيلة أكدت درجة الانفلات الأمني الذي تتخبط فيه ليبيا منذ العامين الماضيين وعجزت سلطات هذا البلد على احتوائه. وفي نفس سياق دوامة العنف اقتحمت مجموعة مسلحة مقري شركتين ليبيتين للاتصالات وخدمات الهاتف المحمول بالعاصمة طرابلس وأرغمت بالقوة القائمين عليها على قطع خدمات الانترنت عن جميع المدن في المنطقتين الغربية والجنوبية لليبيا. وقال مصدر مسؤول بشركة ليبيا للإتصالات أن إدارة الشركة ”اضطرت أمام قوة المسلحين وعدم قدرة الحكومة على معالجة الأمر إلى قطع خدمات الإنترنت أولا عن المنطقتين الغربية والجنوبية لافتا إلى أن إدارة الشركة قد تقدم على قطع خدمات أخرى تحت تهديد السلاح. وذكرت مصادر إعلامية أن إدارة الشركة تسعى إلى التفاوض مع المسلحين الذين يرفضون مغادرة المقر في محاولة لإقناعهم بأن يعدلوا عن مطالباتهم بوقف الاتصالات والإنترنت لما فيه من ضرر على مصالح المواطنين.