أعلن الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، من مستغانم، بأن الدولة ستفتح العديد من مناصب الشغل في قطاع الوظيف العمومي لفائدة الشباب الراغبين في العمل في إطار عقود ماقبل التشغيل، مبرزا الأولوية التي تمنحها الدولة في إطار جهودها الاجتماعية لدعم مجال التشغيل، والتي أثمرت نتائجها بانخفاض معدل البطالة في الجزائر في الفترة الاخيرة إلى 9,8 بالمائة. فبعد أن أبرز أهمية هذه النتائج والأرقام التي تحققها الجزائر لأول مرة في تاريخها، أكد السيد سلال في كلمته أمام ممثلي السلطات المحلية والمجتمع المدني لولاية مستغانم أن هدف الدولة هو تعزيز هذه النتائج المحققة في مجال الجهود الموجهة لدعم التشغيل، مشيرا إلى أن "هذا الهدف سنصل إليه في المستقبل القريب لأن هناك مناصب في الوظيف العمومي سنأخذ بشأنها قريبا عدة تدابير للتوظيف". ولم يذكر المتحدث عدد هذه المناصب الشاغرة التي سيتم فتحها لفائدة الشباب، إلا أن مصادر عليمة قدرت عددها بنحو 140 ألف منصب. وأوضح السيد سلال في نفس الإطار بأن الاولوية في التوظيف في هذه المناصب الشاغرة في قطاع الوظيف العمومي ستوجه للشباب الراغبين في العمل في عقود ما قبل التشغيل، مع تخصيص المناصب المتاحة في المؤسسات العمومية بشكل تدريجي لفائدة الشباب من حاملي الشهادات الجامعية. واعتبر السيد سلال تراجع نسبة البطالة في الجزائر إلى 9,8 بالمائة خطوة كبيرة، لابد أن تتبعها خطوات أخرى في مجال تشغيل الشباب، على حد تأكيده، مؤكدا بأن هذه النتائج تتيح للبلاد فرص النهضة والتطور التي لا تتأتى لأي بلد إلا في ظل توفر ظروف الوئام والاستقرار، التي تتميز بها الجزائر اليوم عن الكثير من الدول. وإذ دعا إلى ضرورة الاستفادة من هذه الظروف "المواتية لخدمة الوطن والمواطن"، حث السيد سلال الجزائريين على تبني لغة السلم والحوار وتغليب صوت العقل والحكمة، "والتي تبنوها دوما لإيجاد الحلول لما يختلفون فيه من أمور، محذرا من منح الفرصة للمتربصين بأمن واستقرار البلاد". وبعد أن ذكر بأن الاستقرار يعد أبرز المكاسب التي اصبحت الجزائر تنعم بها في السنوات الاخيرة، دعا إلى بذل كل الجهود والمساعي للحفاظ على هذا الاستقرار الذي يعد سر التطور في كل المجالات، كما أشار رئيس الجهاز التنفيذي إلى أنه تحدث أحيانا بين الجزائريين اختلافات وسوء تفاهم في وجهات النظر غير أن ذلك لا يعني، حسبه، المساس بالوحدة الوطنية، "لا سيما وأن الجزائريين يحتكمون دائما لقيم الدين الاسلامي القائمة على التسامح والرحمة وتحكيم الاعيان المشهود لهم بنقاء السريرة". ويشير حديث السيد سلال في هذا الإطار إلى الاختلافات التي حصلت في الفترة الاخيرة بين سكان غرداية والتي تبذل الدولة بكل مكوناتها مساعي حثيثة لانهاء الفرقة والاصلاح بين الأطراف المعنية. ولم يفوت الوزير الأول مناسبة الحديث عن الجهود الجبارة التي يبذلها الرجال لإحلال السلم والاستقرار في البلد التذكير بضرورة الإشادة بالجهود الكبيرة التي قام بها رئيس الجمهورية في هذا المجال، قائلا في هذا الصدد "لابد دائما أن نذكر صانع الاستقرار وصائن الاقتصاد الوطني، ومعيد الجزائر إلى مكتانتها الدولية، ألا وهو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.. ذلك الرجل العظيم". ودعا مواطني الولاية أفراد ومنظمات لمرافقة جهود الدولة الرامية لتطوير البلاد، كما حث فئة الشباب على المشاركة في هذه الجهود، مذكرا إياهم بأن الوطن يضعهم في صدارة أولويات التنمية، وأن الحكومة تعمل كل ما بوسعها لتكفل لهم كل الحقوق المشروعة، بداية من الحق في التعليم إلى حقهم في التوظيف". وبعد أن نوه بالإرث التاريخي والثقافي والفني الذي تزخر به ولاية مستغانم، شدد الوزير الأول على ضرورة مراعاة هذه الخصوصيات المتميزة للولاية في أي مخطط تنموي أو مبادرة اقتصادية أو اجتماعية يتم تجسيدها لصالح هذه الولاية التي وصفها بمنارة من منارات الجزائر، المتمسكة بقيم العروبة والاسلام والامازيغية. وفي سياق متصل، أكد السيد سلال التزام الحكومة بالعمل على استدراك كل النقائص التي تعاني منها ولاية مستغانم في مجال التنمية، مشددا على أن الجزائر هي دولة مؤسسات ولا مجال فيها للتهرب من المسؤولية أو المحاباة أو التنكر لجهود الرجال الذين يعملون بإخلاص من أجل المصلحة العليا للوطن. وللإشارة، فقد استغل العديد من المتدخلين في اللقاء الذي جمع الوزير الأول بممثلي السلطات المحلية والمجتمع المدني الفرصة، لتوجيه الدعوة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للترشح لعهدة رئاسية جديدة. مبعوث "المساء" إلى مستغانم: م / بوسلان