أعرب الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، من معسكر، عن أمله في أن تسير الانتخابات الرئاسية القادمة في هدوء واطمئنان، وعبر في هذا الصدد عن قناعته بأن الشعب سيكون في مستوى الحدث، مؤكدا في هذا السياق عزم حكومته على مواصلة برنامج إنجاز البنى التحتية ودعم الاستقرار الذي يعد الوسيلة الأنجع لتحقيق العدالة الاجتماعية بين الجزائريين والجزائريات. وفي لقاء الوزير الأول بممثلي السلطات المحلية والمجتمع المدني لولاية معسكر، اغتنم هؤلاء اللقاء لإعلان دعوتهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للترشح لعهدة رئاسية جديدة. وفي كلمته، ذكر السيد سلال أمام الحضور بأن الأيام القادمة ستشهد استدعاء رئيس الجمهورية للهيئة الانتخابية، تأهبا للرئاسيات المقررة بعد أسابيع قليلة، مشيرا إلى أن الجزائر ستدخل هذه المرحلة الجديدة من الاستحقاقات في ظل مكاسب كبيرة تبعث على الاطمئنان، تحققت بفضل جهود الرجال وفي مقدمتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. كما أكد السيد سلال بأن الاستقرار الذي حققته الجزائر على مختلف المستويات، وكذا الإمكانيات المادية والبشرية الكبيرة التي تزخر بها، تفرض عليها اليوم انتهاج الطريق الصحيح الذي يحمل الخير لأبنائها، ويعزز جملة المكاسب التي تحققت لها، مشددا في سياق متصل على ضرورة مواصلة الجهود، واستغلال كل الفرص الثمينة و«عوامل الخير” المتاحة أمامها حتى لا تكون عاقبة البلاد صعبة. ولم يخف السيد سلال شعوره بالارتياح لكون الانتخابات الرئاسية القادمة ستسير وفق ما تقتضيه تطلعات الشعب الجزائري، قائلا في هذا الصدد ”نحن في الحكومة مرتاحون ورئيس الجمهورية مرتاح، ونحن على يقين بأن الشعب الجزائري سيكون في مستوى الحدث..”، مؤكدا بالمناسبة عزم الحكومة على مواصلة برنامج إنجاز البنى التحتية ودعم الاستقرار الذي يعد الوسيلة الأنجع لتحقيق العدالة الاجتماعية بين الجزائريين والجزائريات. وفيما ذكر بقيمة الاستقرار الذي تنعم به الجزائر، في ظل الاضطرابات التي تعرفها العديد من دول الجوار، أكد الوزير الأول سعي الحكومة إلى بذل المزيد من الجهود لدعم قدرات الشباب الجزائريين وتثمينها من أجل تحقيق التطور النوعي الذي تتطلع إليه البلاد، داعيا في هذا الصدد الجزائريين إلى الثقة في أنفسهم وفي بعضهم البعض، وتنمية روح المحبة فيما بينهم. كما أكد في نفس السياق بأن المواطنة الحقة هي التحلي بقيم التسامح والحوار، داعيا إلى التحلي بهذه القيم التي تعد أساس الاستقرار الاجتماعي وصمام أمان للسلم الأهلي. وبعث الوزير الأول برسالة أمل إلى سكان ولاية معسكر عندما ذكرهم بالإنجازات التي حققتها الجزائر على الصعيد الاقتصادي، حيث أكد أن الجزائر حققت قفزة نوعية حقيقية في السنوات الأخيرة في مجالي التحكم في نسبتي التضخم ودعم جهود التشغيل، مستشهدا بالأرقام الرسمية الأخيرة الصادرة عن الديوان الوطني للإحصائيات والمعترف بها من قبل الهيئات الدولية المختصة على غرار صندوق النقد الدولي، التي بينت بأن نسبة التضخم التي يقاس بها المستوى المعيشي للمواطن، تراجعت في الجزائر إلى ما لا يفوق 4,3 بالمائة في نهاية 2013، بعد أن بلغت 4,5 بالمائة في 2011، وصعدت إلى مستوى 8,3 بالمائة في 2012. كما سجل السيد سلال في نفس الإطار انخفاض مستوى البطالة لأول مرة في تاريخ الجزائر إلى 9,8 بالمائة بعد أن بلغت مستوى 11 بالمائة في 2011 و10 بالمائة في 2012، فيما تراجعت البطالة في صفوف خريجي الجامعات من 15 بالمائة في 2012 إلى 14,3 بالمائة في نهاية العام الماضي. وأعرب الوزير الأول عن تفاؤله بقدرة الجزائريين على مواصلة جهود دعم المؤشرات الاقتصادية، وخاصة من خلال إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخلق الثروة ومضاعفة مناصب الشغل، مؤكدا في هذا الصدد بأن جزائر 2014 انطلقت نحو نمو اقتصادي واجتماعي مؤكد وملموس، ”وستعمل بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات من أجل مواصلة العمل على دعم التشغيل بتكثيف الاستثمارات وتنويع الاقتصاد الوطني خارج المحروقات”. وأبرز السيد سلال الاستقلال الاقتصادي والمالي للجزائر بعد أن تخلصت من مديونيتها، بفضل السياسة الرشيدة والحكيمة التي سارت عليها الحكومة بقيادة الرئيس بوتفليقة، مؤكدا بأن الدولة ستواصل في هذه السياسية بأكثر قوة وعزيمة، ”وذلك لكون الرؤية واضحة والجزائر لها إمكانيات وقدرات هائلة لتجسيد كل الأهداف”. وإذ اعتبر مناطق الهضاب العليا والجنوب الكبير الفضاء الأنسب الذي يتجسد فيه مسعى الدولة الجزائرية في تحقيق أهداف تطوير الاقتصاد الوطني وجعله اقتصادا خلاقا للثروة ولمناصب العمل خارج قطاع المحروقات، أشار السيد سلال إلى أن معسكر تعد أحسن مثال لهذا التطور المنشود، مشددا على ضرورة جعل طموحات الجزائريين في مستوى المزايا التي تتوفر عليها البلاد، وعدم التوقف عند هدف الاكتفاء الذاتي، ”بل ضرورة تعديه إلى التصدير في المنتجات الصناعية والمحاصيل الزراعية”. وأشاد السيد سلال بالمستوى المتطور الذي بلغته تقنيات استغلال الأراضي الفلاحية بولاية معسكر، مؤكدا بأن هذه الولاية التي أنجبت رجال المقاومة الوطنية الكبار بداية من مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، قادرة على أن تتصدر ولايات الوطن في مجال الإنتاج الفلاحي بفضل التقنيات العصرية المستخدمة في هذا القطاع. مبعوث ”المساء” إلى معسكر: م . بوسلان