نزلت ولاية المدية ضيفة على عاصمة جرجرة محمّلة بحقيبة مملوءة بالنشاطات، العادات والتقاليد، لتُطلع جمهور تيزي وزو على كنوزها التي تكشف عنها بدار الثقافة "مولود معمري" طوال فعاليات هذه التظاهرة التي تدوم إلى غاية اليوم الأحد؛ من خلال المعارض، العروض الفلكلورية والفنية التي يوقّعها نخبة من الوجوه الفنية للمدية. سطّر القائمون على تنظيم هذه التظاهرة، برنامجا ثريا، استُهل باستعراض فلكلوري، وشمل معرضا لمختلف الحرف والصناعات التقليدية التي تزخر بها المدية، منها صور دار الأمير عبد القادر، مئذنة المسجد الأحمر، رابيدام الرومانية ومدينة أشير الإسلامية، إضافة إلى عرض المنتجات النسيجية، أهمها صناعة الزربية، البرنوس، القشابية، صناعة الجلود والمنتجات التقليدية؛ من سلال، طرز وحلويات، وأكثر ما جلب الجمهور المتوافد على دار الثقافة "مولود معمري"، تلك الأحذية المصنوعة من مادة "الرافية"، الخاصة بالمصابين بمرض السكري. كما تم عرض لباس المرأة "اللمدانية"؛ من كراكو وجبة، حيث أكّدت إحدى العارضات ل "المساء"، أنّ لباس "اللمدانية" هو نفسه الموجود في المناطق الوسطى، مضيفة أنّ المرأة بالمنطقة تمارس حرفا مختلفة، منها الطرز، الشبيكة ومختلف أنواع الخياطة. كما تحدّثت عن الأطباق التي تُعرف في المنطقة، والتي يترأسها طبق "العصبان"، الذي تتفنّن "اللمدانية" في إعداده إلى جانب طبق "البلبول"، الذي له مكانة هامة كطبق شتوي، كذلك "الخليع" الذي يضاف إلى طبق البركوكس، وطبق "بطاطا فليو" وحلوى العنب بالسميد اللذيذة. وشمل المعرض عرض كتب تناولت تاريخ وبطولات أبناء المدينة، أهمها مجلة "أشير"، وكتب تناولت عادات وتقاليد المنطقة، مع عرض مختلف الأدوات التي يعتمد عليها سكان القرى بالمدية في حياتهم البسيطة؛ لضمان العيش والبقاء، والتي لاتزال لها قيمة ومكانة، منها الخلالة ومغزل الصوف، قربة الماء، طاحونة القمح "الدح"، جرة الحليب والمقدر للقمح وغيرها. ويحوي البرنامج عروضا فلكلورية يقدّمها نعيم، لطفي والهادي الأشعب، جمعية محمد بن عيسى وبوعلام بلخل، إلى جانب عروض مسرحية موجَّهة للجمهور الصغير، تقدّمها فرقة "البدر" وغيرها.