اتّسمت الطبعة الثانية للأيام المغاربية للمسرح بالوادي، بجملة من الغيابات، عسى أنّها لن تضعف مستوى المنافسة والتظاهرة على السواء، فقد اعتذر في آخر لحظة المسرح الإسطنبولي اللبناني وجمعية نجوم المسرح بالخنيفرة من المغرب. وعوّضت الدكتورة سافرة ناجي رئيس لجنة التحكيم الدكتور نادر القنا، كما غابت الممثلة المصرية وفاء الحكيم عن الحدث الذي خصّص لها تكريما، وغاب إلى جانبهم المسرحي الليبي علي الفلاح. غاب الدكتور نادر القنا عن الطبعة الثانية للأيام المغاربية للمسرح، وهو المواظب دوما على الحضور والمشاركة في معظم المهرجانات، وهو أستاذ الدراما وعلوم المسرح بجامعة الكويت، وتم اختياره ليترأس لجنة التحكيم. وبعد تعذّره عن المشاركة تمّ الاتفاق على أن تترأس الدكتورة العراقية سافرة ناجي الكيلاني اللجنة، ولم تذكر أسباب غياب الأكاديمي الكويتي وباقي الغائبين، بيد أنّ حضوره بالإضافة إلى الممثلة المصرية وفاء الحكيم في جلّ المناسبات الثقافية المسرحية أو السينمائية بالجزائر، بات يشكّل حالة تذمّر في الوسط الفني الجزائري. وشهدت دار الثقافة ”محمد الأمين العمودي”، مساء أوّل أمس، انطلاق الدورة الثانية للتظاهرة المغاربية التي تستمر إلى غاية 19 فيفري الجاري. وعرف حفل الافتتاح تكريم مجموعة من الأسماء الفاعلة في المجال المسرحي، على غرار الأستاذ المسرحي الجيلالي سلطاني، الإعلامي التونسي شكري السماوي والفنان المسرحي ومدير المسرح الجهوي لأم البواقي لطفي بن سبع، وتكريم الفنان المسرحي الجزائري عيسى بلفرعة مدير البرمجة بالمسرح الوطني الجزائري. وأوضح أعضاء لجنة التنظيم أنّ هذه الطبعة ستحمل اسم الراحل ”علي ناجي”، وهو من أكبر الشخصيات الثقافية نشاطاً على مستوى الجزائر؛ إذ عمل منذ صغره على التأسيس للمسرح الوطني، كما عمل مشرفاً فنياً في أغلب الأعمال المسرحية التي قدّمها المسرح الوطني. واستُهلت العروض بعرض احترافي للمسرح الجهوي لأم البواقي عنوانه ”افتراض ما حدث فعلا”، وهي مسرحية نالت جائزة أحسن عرض متكامل في الطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، ونالت جائزة أحسن ممثل في الدورة نفسها. والعمل للكاتب العراقي عبد النبي الزايدي وإخراج الممثل والفنان مدير المسرح الجهوي لأم البواقي لطفي بن سبع. ودخل العرض التونسي ”خنار” لجمعية ”النّجم التّمثيلي” بقفصة غمار المنافسة الرسمية في أوّل يوم من الأيام المغاربية الثانية للمسرح بالوادي. وأخرج المسرحية نصر الدّين جلّول، عن نصّ رشاد الزّواري، تمثيل عاطف راشدي، مصدّق صالحي، عواطف مبارك، راوية براهمي وسالم بوقطب. وترأّس لجنة التحكيم الأستاذة سافرة ناجي الكيلاني، وستضم في عضويتها أستاذ الدراما ببرج الكيفان بالجزائر العاصمة طبال زرزور، المخرج المسرحي الجزائري فتحي صحراوي، الممثلة التونسية لطيفة القفصي والمخرج الجزائري هارون الكيلاني. وخصّصت لجنة التنظيم جوائز قيّمة للأعمال الفائزة، من بينها جائزة أفضل عرض متكامل، جائزة أفضل إخراج، أفضل نص، أفضل سينوغرافيا، أفضل ديكور، أفضل ممثل وأفضل ممثلة، بالإضافة إلى جائزة الجمهور. ووضعت التظاهرة ورشات تكوينية لفائدة المتخصصين ومحبي الفن الرابع، تحتضنها دار الثقافة، وتتعلّق بورشة الإخراج المسرحي، يؤطره الدكتور زهير بن تردايت، ورشة السينوغرافيا يؤطرها الدكتور معز حمزة، ورشة في فن الإلقاء ومخارج الحروف يؤطرها الدكتور مقداد، ورشة التمثيل تؤطرها لطيفة القفصي وورشة التعبير الجسماني يؤطرها خالد بوزيد. وبعد أن كان في البرنامج 15 عرضا مسرحيا تقلّص العدد إلى 13 تمثّل الدول المغاربية، ليبيا، تونس والمغرب، فضلا عن الجزائر، ومشاركة فرق مسرحية من دول عربية أخرى من بينها مصر، السعودية والعراق.