أحيت مختلف ولايات الوطن، أمس، الذكرى المخلدة لليوم الوطني للشهيد، المصادفة ل18 فيفري من كل سنة، وهي المناسبة التي اعتبرها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، عرفانا متجددا من قبل الأمة واعترافا منها لملايين الشهداء الذين تعاقبت مواكبهم الزاحفة عبر التاريخ، مشيرا إلى أن إحياء هذا اليوم التاريخي يأتي في وقت حاسم من حياة الأمة، يتثمل في الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أفريل القادم. وأشار الرئيس بوتفليقة في رسالة قرأها نيابة عنه وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، خلال إشرافه على الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للشهيد بالجزائر العاصمة، إلى أن الاحتفال بهذا اليوم التاريخي "هو عرفان منا يتجدد واعتراف لملايين الشهداء الذين تعاقبت مواكبهم الزاحفة عبر التاريخ وسقوا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن"، وذكر بالمناسبة بأنه "منذ أن وطئت أقدام المحتلين البلاد والمجاهدون المؤمنون بحقهم في الحياة الكريمة والحرية يهبون أرواحهم الزكية جيلا بعد جيل قربانا لهذا الوطن". مؤكدا بان قوافل الشهداء الذين قدموا أنفسهم قربانا لهذا الوطن بدأت إبان المقاومة الشعبية التي تواصلت حينها لما يزيد عن القرن من الأمير عبد القادر إلى بن الناصر بن شهرة إلى المقراني وأولاد سيدي الشيخ ولالة فاطمة نسومر، وتخللتها انتفاضات شعبية "اشتعلت في كل بقعة من تراب الجزائر إلى أن سطعت شعلة نوفمبر وبزغت معه شمس الاستقلال وأرغم أبطال نوفمبر المحتلين على الإندحار والرحيل". وقد تميزت الاحتفالات بهذا اليوم الذي يخلد ذكرى شهداء ثورة التحرير المجيدة عبر كافة ولايات البلاد بتنظيم وقفات ترحم على أرواح الشهداء وإطلاق أسماء الشهداء على مرافق عمومية وإقامة نشاطات ثقافية ورياضية وتدشين عدة مرافق حضرية جديدة، فضلا عن تنظيم معارض تاريخية وندوات فكرية تناولت المغزى من إحياء هذا اليوم الوطني، وتخليده وفاء لتضحيات الشهداء الأبرار. ولم يفوت المشاركون في هذه التظاهرات المناسبة لاستذكار شهداء الواجب الوطني ومنهم، الشهداء ال77 الذين فقدهم الوطن في الفاجعة الأليمة التي ألمت بالجزائر مؤخرا، إثر سقوط الطائرة عسكرية بجبل فرطاس بولاية ام البواقي.