دعا وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أمس، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، وأشاد من جانب آخر بالتطورات السياسية الإيجابية التي شهدتها الساحة العربية في الفترة الأخيرة، مؤكدا بالمناسبة بأن الجزائر على موعد مع عرس ديمقراطي في 17 أفريل المقبل، يعتبر محطة هامة لتعزيز المسار الديمقراطي وتمكين الشعب من التعبير عن إرادته الحرة بكل شفافية ونزاهة. وشدد السيد لعمامرة في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة ال141 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة، على ضرورة الضغط على إسرائيل لحملها على الانصياع للشرعية الدولية واستكمال الخطوات التي تمت مباشرتها بمنح فلسطين صفة عضو مراقب في المنتظم الدولي، معربا عن أمله في أن تتوج المساعي الدولية المبذولة تجاه القضية الفلسطينية بالنجاح المأمول، حيث يتم تطبيق قرارات الشرعية الدولية ويلتئم شمل الفلسطينين الضامن والكفيل باستعادة الأرض المسلوبة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ولدى تطرقه للأزمة السورية، دعا رئيس الدبلوماسية الجزائرية أطراف النزاع في سوريا إلى تغليب لغة العقل وروح المسؤولية، وأكد بالمناسبة استحالة المراهنة على المقاربة العسكرية وعلى وهم انتصار طرف على آخر، مشيرا إلى أن هذه الأزمة تحولت بفعل وطأة القتل والدمار وتفاقم المآسي الانسانية من أزمة داخلية إلى أزمة دولية تحركها الحسابات وتتصارع فيها المصالح، دون اعتبار لما تخلفه من ضحايا ودمار ومآس وبؤر إرهابية. وفي الوقت الذي دعا فيه نظراءه العرب إلى ضرورة القيام باستنفار سياسي موحد وهبة جماعية لتشجيع الأطراف السورية لاتخاذ قرارات شجاعة لإنجاح المسار التفاوضي الذي انطلق في إطار مؤتمر جنيف 2، طالب السيد لعمامرة أطراف النزاع السوري بالتخلي عن المقاربة الاقصائية الهدامة والقيام بتنازلات مشتركة لإعلاء مصلحة الشعب السوري. على صعيد آخر، أشاد السيد لعمامرة بالتطورات السياسية الإيجابية التي شهدتها الساحة العربية والتي حدثت في عدد من الدول العربية، معربا في هذا الإطار عن ارتياحه للخطوات الإيجابية التي شهدتها تونس في مسارها الانتخابي الديمقراطي واعتمادها لدستور جديد. كما رحب باعتماد الدستور الجديد في مصر في إطار استحقاقات خارطة الطريق، وعبر عن ارتياحه لما يحصل من تطورات إيجابية في ليبيا واليمن ولبنان في سبيل تحقيق الوفاق والاستقرار. كما عبر عن ارتياحه لانطلاق عملية الإصلاح والتطوير الشامل للمنظومة العربية برئاسة السيد الأخضر الإبراهيمي، معربا عن أمله في التوصل إلى نتائج إيجابية وآليات جديدة من شأنها إصلاح وتصويب وتطوير الجامعة العربية وفق رؤية جديدة ومقاربة فعالة. وأبرز ضرورة تنسيق الجهود الدولية لمحاربة آفة الارهاب، مشيرا إلى أن ما يبذله مجلس الأمن الدولي في هذا المجال يؤكد على خطورة هذه الآفة وضرورة تكاتف المجتمع الدولي للحد منها والقضاء عليها، كما ذكر السيد لعمامرة بمجهودات الجزائر مع بعض الدول الشقيقة لاعتماد الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب لعام 1998، وبالجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر من أجل منع دفع الفدية للارهابيين، مشيدا في نفس السياق بقرار مجلس الامن الدولي الأخير الذي دعا فيه الدول إلى منع تمويل الأعمال الإرهابية والحيلولة دون استفادة الإرهابيين من الفدية. وحول الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر، قال السيد لعمامرة إن الجزائر على موعد مع عرس ديمقراطي في 17 افريل المقبل، يتمثل في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن هذه المحطة الهامة للتعزيز المستمر للمسار الديمقراطي، تتيح للشعب الجزائري فرصة التعبير عن إرادته الحرة بكل شفافية ونزاهة. وذكر وزير الخارجية بالمناسبة بأن هذه الانتخابات ستكون بإشراف ومشاركة المنظمات والهيئات الدولية مرحبا بمشاركة الجامعة العربية في متابعتها. وعلى هامش أشغال الدورة ال141 لمجلس وزراء الخارجية العرب، أجرى السيد رمطان لعمامرة لقاءات ومشاورات مع عدد من نظرائه العرب، حيث تطرق مع وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، السيد يوسف بن علوي بن عبد الله، للعلاقات الثنائية والتئام اللجنة المشتركة الجزائرية- العمانية قريبا بمسقط فضلا عن تطورات الأوضاع في العالم العربي، ولاسيما الأزمة السورية وجدول أعمال المجلس الوزاري. كما تبادل السيد لعمامرة مع الشيخ صباح الخالد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، وجهات النظر حول الوضع في العالم، ولاسيما التطورات الأخيرة للأزمة السورية بعد مؤتمر "جنيف 2" وأكد الطرفان بالمناسبة على ضرورة مواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي لهذه الازمة. كما تطرق الوزيران للعلاقات الثنائية الجزائرية الكويتية، وعبرا عن ارتياحهما للديناميكية التي تعرفها هذه العلاقات مجددين إرادتهما في تعزيزها. واستعرضا من جانب آخر التحضيرات للقمة العربية المقررة بالكويت في 25 و26 مارس الجاري، حيث أكد السيد لعمامرة بالمناسبة على استعداد الجزائر للمساهمة بفعالية لإنجاح هذه القمة. ومن جانب آخر، التقى السيد رمطان لعمامرة مع وزير خارجية جنوب السودان، برنابا بنجامين، الذي قدم له عرضا عن الاحداث في بلاده. وتم خلال اللقاء أيضا بحث إقامة تعاون مثمر بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما الاستفادة من مساعدة الجزائر لدولة جنوب السودان في تطوير صناعة البترول والتدريب والسياحة والمساهمة في تكوين الإطارات بهذه الدولة الفتية. وفيما تبادل الوزيران دعوات الزيارة المتبادلة لكل من الجزائر وجوبا في إطار تعزيز التعاون بين البلدين، أعلن وزير خارجية جنوب السودان أن بلاده قررت تعيين سفير لها لدى الجزائر. كما التقى السيد لعمامرة وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل، وتطرق معه إلى الوضع في العالم العربي والعلاقات الثنانية بين الجزائر ولبنان.