دعا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية والمترشح للانتخابات الرئاسية ل17 أفريل 2014، السيد موسى تواتي، أمس، بقالمة، المواطنين إلى “محاسبة الحكام بشأن تسيير البلد والنفقات العمومية”. واعتبر خلال تجمع شعبي أنه “يجب أن يتمتع الشعب بكامل سيادته وأن يحاسَب حكامنا”، موضحا أن “الحكومة والمؤسسات المنتخبة لا تقدم حصائلها”. وقال السيد تواتي إن “الوقت قد حان لإحداث التغيير وفرض الممارسة الديمقراطية من قبل الشعب من خلال محاسبة الحكام”، مشيرا إلى أن “اللاعقاب ألحق أضرارا كبيرة بالجزائر التي كان بإمكانها بفضل ثرواتها الطبيعية وكفاءاتها ضمان أمنها الغذائي واستقلاليتها في شتى الميادين”. وتأسف لإغلاق مركبين صناعيين بقالمة كانا -كما قال- يساهمان في تقليص البطالة. كما دعا إلى “مكافحة الفساد وفرض التغيير عبر صناديق الاقتراع”. ولدى تطرقه إلى الموعد الانتخابي الذي وصفه ب«المنعطف الحاسم”، أكد أن حزبه يناضل من أجل بناء دولة القانون التي تكرس العدالة وتكافؤ الفرص والإنصاف بين الجزائريين. وأوضح أن الأمر يتعلق بالسعي إلى “إعادة الاعتبار للدولة ومكافحة البطالة وترقية الإنسان بصفته محرك التنمية”. من جهة أخرى، دعا الجزائريين إلى التصويت، محذرا من “المطامع الاستعمارية لفرنسا التي لا تزال تحاول التدخل في الشؤون الداخلية للبلد”. وفي لقاء جواري مع مواطني سكيكدة، أمس، بساحة أول نوفمبر، توقع تواتي توجه الجزائر نحو مرحلة انتقالية، مبديا تخوفه من أن تفتح هذه المرحلة الباب على مصراعيه لأصحاب المصالح، مشيرا إلى الخطوط العريضة لبرنامجه الذي يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بين كل أطياف المجتمع مع التكفل الحقيقي بكل الانشغالات المشروعة للمواطنين. واعتبر أن خيار المقاطعة ليس حلا وأن أحسن طريقة لإحداث التغيير هو إقناع الشعب الجزائري لتفعيل سلطته عن طريق الورقة الانتخابية. وفي لقاءات مماثلة بكل من عنابة وسوق اهراس والطارف، قال تواتي أنه يجب “سد الطريق أمام الانتهازيين من دون مقاطعة الانتخابات” . وعن سؤال حول احتمال تسجيل تزوير في الانتخابات، رد أنه في حال تأكد وقوعه سيدعو مناضليه إلى تنظيم وقفة احتجاجية. كما دعا إلى “استغلال منصف للثروات الوطنية” بين الجزائريين. واستمع إلى شكاوى المواطنين الذين تأسفوا لعدم اهتمام السلطات المحلية بهم. وبتبسة، استوقفه بعض الشباب طالبين منه نقل انشغالاتهم، قائلين أنهم يواجهون “نوعا آخر من الإرهاب” متمثل في التهريب، ورد عليهم تواتي بالتأكيد على أن الحل لمشاكلهم يكمن في “العمل وتغيير نظام الحكم في البلد”. وأشار إلى أن “الريع النفطي ثبط كل أشكال المبادرة في شتى الميادين وزاد من حدة فقر الطبقات الاجتماعية المعوزة”، مضيفا أن التهريب الذي ألحق “أضرارا” بتبسة يعد “نتيجة هيمنة بعض الأفراد على الريع النفطي”.