جدّد المجلس الإسلامي الأعلى دعوته جميع مواطني ولاية غرداية بكل فئاتهم؛ من أجل تحكيم العقل وتوحيد الجهود لعودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، وضمان عودة الانسجام للولاية. كما عبّر المجلس في ختام أشغال دورته العادية السابعة والخمسين، عن استنكاره لاستفحال “ظاهرة التكفير لدى بعض الفرق الضالة والمتنافية مع تعاليم ديننا الحنيف”. وأشار بيان المجلس إلى أن “هذا التكفير قد أدى إلى الكثير من التفرقة والشقاق بين الإخوة”، مستنكرا في نفس السياق، الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في بعض البلدان. وتطرق المجلس الإسلامي الأعلى خلال اجتماعه الأخير في دورته العادية السابعة والخمسين، لجملة من المواضيع والنقاط المدرجة في جدول أعمال الدورة، والتي استعرضت الأوضاع الراهنة في ولاية غرداية. كما استعرض الاجتماع حالات الاضطهاد والظلم وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المسلمون في بعض بلدان العالم، إلى جانب الاعتداءات المتزايدة على المساجد وكذا التضييق على المسلمين في الدول الأوربية ودول أخرى. وفي بيان صادر عن هذه الهيئة تلقت “المساء” أمس نسخة منه، سجل هذا الأخير ما يجري من عنف في ولاية غرداية، مجددا دعوته جميع الأطياف والمواطنين إلى تحكيم العقل وإعادة الأمن بالمنطقة. وانتقد بيان المجلس بشدة، استفحال الظاهرة التكفيرية لدى بعض الفرق الضالة، مستشهدا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تنبذ هذه التصرفات التي تتنافى وديننا الحنيف، معربا عن أمله في غد مشرق لوطننا العزيز، يمارس فيه جميع المواطنين حقوقهم، ويقومون بواجباتهم كأمة متحضرة في ظل انتمائها الحضاري الأصيل وقيمها وثوابتها. وبعد أن استنكر بيان المجلس بشدة ما يجري في بعض البلدان من ظلم واضطهاد للمسلمين، متبوعين بترويع وتهجير وإبادة جماعية وحشية خاصة في بورما وإفريقيا الوسطى، دعا المجلس العلماء المسلمين والمنظمات الإسلامية والهيئات الإنسانية العالمية والمنظمات الدولية، للدفاع عن حقوق الإنسان، والتحرك العاجل لإيقاف هذه الجرائم وتطبيق رسائلهم ومثلهم العليا الخاصة بنشر السلام والتفاهم بين شعوب العالم. واقترح أعضاء المجلس تنظيم ملتقى دولي حول موضوع “الإسلاموفوبيا اليوم وعودة ذهنية الحروب الصليبية: أي مكان للحوار بين الأديان؟”، وذلك خلال شهر محرم الموافق لشهر أكتوبر القادم. وفي نفس السياق، أكد بيان المجلس ضرورة محاربة الإسلاموفوبيا بجميع أشكالها، والتي تذكّرنا بالحروب الصليبية في الوقت الذي يزعم الكثير من المفكرين والمدافعين عن حقوق الإنسان، أنهم من أنصار الحوار بين الديانات والحضارات.