أنتج المسرح الجهوي لسوق أهراس منذ دخوله حيز النشاط عام 2012؛ 7 مسرحيات لفائدة الكبار والصغار، يتمثل الإنتاج الأوّل لهذا الفضاء الثقافي حديث النشأة في مسرحية “آدم والوحش” التي أخرجها ياسين تونسي ونالت جائزة أحسن إخراج مسرحي وجائزة أحسن توظيف موسيقي في المهرجان الثقافي الوطني لمسرح الطفل في طبعته الخامسة بخنشلة في سبتمبر 2012. وأوضح مدير المسرح الجهوي، السيد عز الدين جبالي، أن وتيرة نشاط المسرح تواصلت بنفس العزيمة، حيث يظهر أبناء طاغست مهارات كبيرة تعد بمستقبل واعد، وفي هذا الإطار، تم إنتاج مسرحيات “المشوهون”، “شاهد وشهيد”، “يقمر ويبان”، “الصاعدون إلى الأسفل” و"الكلمة الأخيرة”. وكان آخر هذه الأعمال المنتجة لحد بداية عام 2014؛ مسرحية “رؤى” من إخراج تونس آيت علي، تعالج مواضيع مختلفة متّصلة بالمرأة مثل الفقر والإهمال وهي تعبير عن واقع المرأة والضغوط التي تواجهها، ويؤدي أدوار هذا العمل الجديد الذي وضع له الموسيقى صالح سامعي ونفّذ ديكوره سليمان بدري ثلاث فتيات (صبرينة قريشي، لبنى نوي وهاجر زروقي)، بالإضافة إلى الممثل رياض جفافلية، فيما ألف نص هذه المسرحية التي أنتجت سنة 2014 باللغة الفرنسية، الكاتبة الشابة من ولاية سطيف راندا القلي، وأشار المدير إلى أن بوادر إقلاع وتألّق المسرح الجهوي لسوق أهراس بدأت تتجلى من خلال هذا الرصيد من الأعمال المنتجة، بالإضافة إلى 4 مشاركات في مهرجانات وطنية، على غرار المهرجان الوطني لمسرح الطفل (دورة 2012) بخنشلة والمهرجان الوطني للمسرح المحترف دورتي 2012 و2013 بعنابة. وتحصل المسرح الجهوي لسوق أهراس على العديد من الجوائز التي تحققت بفضل الدعم المادي الممنوح من طرف وزارة الثقافة والتسهيلات التي تقدّمها سلطات الولاية، مع إصرار الإدارة على النهوض بهذا الفن بهذه الولاية التي أنجبت عدة وجوه مسرحية، على غرار مصطفى كاتب، كاتب ياسين وأبوليوس المادوري، كما أعطت سلسلة الدورات التكوينية التي دأب هذا المسرح على برمجتها لفائدة شباب المنطقة من الهواة والمهتمين بالنشاط المسرحي في مجال تكوين الممثل، دفعا قويا للفن الرابع بالمنطقة، حيث تمت دعوة العديد من المكونين والأساتذة المختصين في التكوين الدرامي. وأضاف السيد جبالي أنه رغم الوضعية المتدهورة لبناية مسرح سوق أهراس الذي تم ترقيته إلى مصاف المسارح الجهوية عام 2008، تمّ تقديم أزيد من 500 عرض مسرحي للكبار والصغار، بالإضافة إلى جولات فنية قامت بها الفرقة إلى عدة مناطق من البلاد. من جهتهم، أفاد مسؤولو مديرية الثقافة أن بناية هذا المسرح التي يعود تاريخها إلى عام 1931، ستخضع قريبا لأشغال إعادة تأهيلها تتمثّل في السماكة، تجديد الكراسي، توسيع الركح، تجديد الإنارة والإضاءة الفنية، تجهيزات الصوت والمكيفات الهوائية. وستمكّن عملية ترميم هذا الصرح الثقافي الذي يتّسع ل650 مقعد، وهو ذو ديكور وهندسة معمارية جذابين، مدينة طاغست من أن تكون مركز إشعاع ثقافي هام وفضاء مناسبا لإعطاء دفع للحركة الثقافية بهذه المنطقة.